تعود الحلقة الأخيرة لسلسة "وين كنت نهار 14 جانفي؟" على حدث تمّ تناوله، بطرق مختلفة، في الحلقات السابقة. يوم 14 جانفي، عبرت جنازة الشاب حلمي، الذي أردته رصاصة في اليوم السابق، شارع الحبيب بورقيبة.
هذا الحدث أعلن عن انطلاق القمع البوليسي الذي انفجر فجأة في وجه المتظاهرين والمتظاهرات المجتمعين·ـات لتكريم الشهيد الشابّ.
يوم 13 جانفي، على طريق العودة لمنزلها، قابلت سيدة ابنها حلمي في الشارع وهو ذاهب برفقة أصدقائه نحو باب سويقة. وعدها ابنها بأنه سيعود لموعد الفطور. لكنه، لم يعد أبدا.
وسط وقع قنابل الغاز المسيل للدموع، والسيارات المحترقة وطلق الرصاص، تلقّى حلمي في قلبه مباشرة رصاصة أردته قتيلا في غضون بضع ساعات. في نفس الليلة، خطب بن علي خطابه الشهير الذي سبق هروبه، والذي أعلن عن نهاية ديكتاتورية دامت 23 سنة.
عشر سنوات مضت، وسيدة لازالت تجهل من قتل ابنها. شأنها شأن عدد لا يحصى من عائلات الشهداء والشهيدات، لا زالت الأمّ تنتظر يوما يتحقّق فيه العدل.
من خلال شهادات سيدة وجارتها نجيبة وبعض من أصدقاء حلمي، بالإضافة لإفادات بعض الشهود والشاهدات على أحداث 13 و14 جانفي، تُحاول هذه الحلقة تسليط الضوء على عتمة الخطاب الرسمي، وحتّى نعيد تركيب ما حدث فعلا في ذلك اليوم.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.