[تمت قراءة هذا المقال بلغته الأصلية الفرنسية]
شيئا فشيئا تبدأ كليو في رسم ملامح رحلتها. منذ نعومة أظافرها، لم تحس يوما أنها صبي، على عكس الجنس الذي عُيّن لها عند ولادتها.
لطالما رفضت في طفولتها ارتداء "ملابس الأولاد"، ولم يخف والدها امتعاضه وانتقاداته لتصرفاتها. في المعهد الثانوي الخاص بالذكور حيث درست، ذاقت كليو ويلات التنمر. في يوم من الأيام اجتمع كل التلاميذ في المعهد، وعند وصولها برفقة صديق لها، استقبلوها بهتافات من قبيل : "شواذ ! شواذ !"
رغم الشتائم والإهانات، انخرطت كليو في النضال الكويري وشرعت في الدفاع عن مجتمع الميم-عين. "أعلنت عن عبوري الجندري خلال السنة الدراسية النهائية ولقيت بعض المساندة. هذا الأمر دفع ببعض التلاميذ لإعلان مثليتهم أيضا".
انتهى بها المطاف مطرودة من بيتها، إلا أنها عادت مرة أخرى لتعلن لأمها عن مثليتها بطريقة "لا تنسى". ولكن رغم ذلك ما زال الخطر يلاحقها ليدفع بها للسفر إلى تونس، حيث أطلقت بعض المشاريع رغم وضعيتها الهشة.
*اسم كليو مستعار قصد حماية هوية صاحبته.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.