منذ نكبة 1948 وصولا إلى حرب إسرائيل على قطاع غزة ابتداء من أكتوبر 2023، لم يكفّ الفلسطينيون والفلسطينيات عن بذل الدماء والأرواح في كفاحهم ضدّ منظومة الاحتلال وممارسات الأبارتهايد التي وضعها الكيان الصهيوني.
✕
أنشئ حسابا لحفظ هذا المحتوى
يكفي تسجيل الاشتراك لتتمكن من حفظ كل البودكاست ومقالاتك المفضّلة والنفاذ إليها مجدّدا عبر كل أجهزتك.
بين ركام المستشفيات ومخيمات النزوح، تبرز بين الفينة والأخرى مقابر جماعية في غزة كدليل على فظائع الاحتلال الإسرائيلي. جثامين مفقودة، بعضها وُجد مقيداً أو يحمل آثار تعذيب بل وحتى كلمات عبرية، تكشف عن محاولات لطمس جرائم حرب مروعة. في سباق مع الزمن، يسعى أهالي الضحايا لاستعادة رفات أحبائهم، بينما تواجه فرق الإنقاذ تحديات هائلة لإبقاء الأدلة على قيد الحياة.
منذ ما يزيد عن 40 يوما، ولّى العالم وجهه –مرة أخرى- شطر فلسطين. قطاع غزة يرزح تحت وابل القنابل الإسرائيلية، وبينما يتضاعف عدد الضحايا هناك يوميا، تتصارع السرديات في العالم. لكن في تونس، الموقف إزاء القضية الفلسطينيّة لا خلاف فيه. منذ اليوم الأوّل، رصد حمودة بوعبان هذا التضامن عبر عدسة آلته المصوّرة.
لطالما تموضعت تونس في موضع المدافع الشرس عن القضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها الدولية أو رفضها القاطع التطبيع مع إسرائيل. فليس من الغريب إذاً أن تكون التعبئة قوية منذ اندلاع الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر. لكن بالنسبة للفلسطينيين والفلسطينيات المقيمين في تونس فإن هذا الدعم له حدوده أيضا. نقطة نظام.
خلال الأيام القليلة الماضية، أثارت سياسة البلدان الغربية الداعمة لإسرائيل، وخاصة منها سياسة الحكومة الفرنسية، موجة من ردود الفعل في شتى أرجاء العالم. ومن خلال جنوحه إلى توظيف الصراع القائم وحظر المظاهرات المناصرة لفلسطين، يتموضع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في طليعة سياسة لا تقوّض الحق الأساسي في التظاهر فحسب، بل تشكل في ذات الوقت تهديدا للأجانب والأجنبيات الذين أضحوا معرّضين.ـات للترحيل ويشعرون بعدم الأمان.
منذ بداية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كان الصحفيون والصحفيات من أوائل الحاضرين في خط المواجهة أين قُتل العديد منهم. في ذات الوقت وفي بقية أنحاء العالم، أخذت آلة الإعلام تدور بجنون لإفراز أخبار مزيفة بلغت حتى أكبر وسائل الإعلام. وفي قلب الأزمة، بدأ صراع فعليّ يشتد على ساحة المعلومة.