إلى حدود 5 فيفري 2021، تمّ تلقيح قرابة 120 مليون شخص عبر العالم، بينما في تونس لم تنطلق حملة التّطعيم بعدُ. وفقا للحكومة، فإنّه من المنتظر تسلّم الجرعات الأولى في منتصف شهر فيفري 2021 لينطلق التّلقيح في أعقاب ذلك.
متابعة بالأرقام لحملة التلقيح ضد كوفيد-19 في تونس
يستند هذا الرّسم البياني إلى وثيقة رسميّة صادرة عن وزارة الصّحّة بتاريخ 20 جانفي 2021، بالإضافة إلى التّفاصيل التي كشف عنها وزير الصّحّة في 30 جانفي 2021. بالتّالي، فإنّ الأرقام المقدّمة قابلة للتّغيير تبعا لما سيتمّ الإعلان عنه من قبل الحكومة.
إلى حدّ الآن، لم تمنح السّلطات التّونسيّة ترخيصا للتّسويق سوى للقاحيْ فايزر و سبوتنيك V، في حين لا تزال بعض اللّقاحات الأخرى قيد الدّرس، بما في ذلك لقاح أسترازينيكا/أكسفورد- والذي من المفترض أن يصل في القريب العاجل- علاوة على لقاح سينوفاك الصّيني.
هذا وقد تمّ التّرفيع في عدد الجرعات التي سيتمّ استلامها في إطار مبادرة كوفاكس والمقدّرة أوّليّا بـ50.000 جرعة إلى أكثر من مليون جرعة بحلول منتصف شهر فيفري. وتتأتّى اللّقاحات التي ستوفّرها منظّمة الصّحّة العالميّة والمركز الإفريقي للسّيطرة على الأمراض والوقاية منها من عدّة مخابر وهي فايزر وأسترازينيكا/أكسفورد وجونسون آند جونسون.
بالتّوازي، اقتنت تونس 4 ملايين جرعة مباشرة من مخابر أجنبيّة. وبالإضافة إلى لقاح فايزر، تقوم الحكومة حاليّا بإجراء محادثات مع روسيا.
"بلغت المحادثات شوطا متقدّما، ومن المحتمل جدّا الحصول على لقاح سبوتنيك V". حسب توضيح رياض دغفوس، المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدّوائية وعضو اللّجنة العلميّة لمجابهة فيروس كورونا.
إلى غاية الآن، لقاح فايزر هو الوحيد الذي تحصّل على مصادقة منظّمة الصّحّة العالميّة. وقد نشرت المجلّة العلميّة البريطانيّة "ذي لانست"، بتاريخ 2 فيفري 2021، دراسة تؤكّد نجاعة اللّقاح الرّوسي سبوتنيك V بنسبة 91,6٪.
أمّا في ما يتعلّق بلقاح أسترازينيكا/أكسفورد، فإنّ نقص البيانات المتاحة يحول دون تقييم نجاعته لدى الأشخاص الذين واللواتي تفوق أعمارهم·ـن 65 عامًا. كما قرّرت ألمانيا، على سبيل المثال، ألّا تطعّم به سوى الأشخاص الذين واللّواتي تتراوح أعمارهم·ـن بين 18 و 64 عامًا في الوقت الحالي.
"تلقيح 50٪ من المواطنين·ـات في غضون سنة واحدة"
تهدف الحكومة التّونسيّة إلى تلقيح 50٪ من المواطنين·ـات في غضون عام. تشير آمنة الحامّي، المستشارة في الاستراتيجيّة الصّحيّة، إلى أنّ "ذلك من شأنه الحدّ من الانتشار لكن دون السّماح باكتساب مناعة جماعيّة"، كما يقرّ رياض دغفوس "نعتمد على فرضيّة أنّ التّطعيم الشّامل غير ممكن حاليّا".
كما عبّرت آمنة الحامّي، عن قلقها بشأن ضعف التّحسيس بحملة التّلقيح.
"كيف يمكن ضمان عودة الأشخاص للحصول على جرعة ثانية من اللّقاح وضمان استمرارهم في وقاية أنفسهم بين الجرعتين؟ سيتطلّب الأمر بذل مجهود جبّار على المستوى الإعلامي والتّوعوي واللّوجستي والذي أرى أنّه سيكون من الصّعب القيام به خاصّة وأنّه كان من المفترض بدء العمل عليه بالفعل".
إلى غاية 30 جانفي 2021، بلغ عدد المسجّلين·ـات على المنصّة الاكترونيّة "إيفاكس" 300 ألف تونسي وتونسيّة. علما وأنّ التّطعيم مجّاني واختياري. يوضّح الهاشمي الوزير في هذا الصّدد: "يتمّ تحديد الأشخاص من خلال بطاقة تعريفهم الوطنيّة، ما يسهّل سير العمليّة". ويضيف قائلا: "بالنّسبة للأشخاص ذوي الأولويّة من مهنيّي الصّحّة والقطاعات الأساسيّة الأخرى، نحن نعمل حاليّا على برمجة تلقيحهم في مواقع عملهم دون أن يكونوا معنيّين بالتّسجيل على منصّة إيفاكس".
وفي ما يتعلّق بمراكز التّلقيح، وضّح هذا الأخير أنّها ستكون موزّعة على مراكز الرّعاية الصّحيّة الأساسيّة والمستشفيات المحلّيّة. في حين ستفتح مراكز التّلقيح المنتصبة في الولايات أبوابها للعموم كامل أيّام الأسبوع، ستعمل المراكز بالمعتمديّات على امتداد خمسة أيّام في الأسبوع عند توفّر التّلقيح، وفقا للهاشمي الوزير.
يتعيّن حفظ لقاح فايزر في درجات حرارة متدنّية للغاية، تتراوح بين -70 درجة و -80 درجة مئويّة، ممّا يعني ضرورة احترام شروط نقل صارمة. يؤكّد رياض دغفوس: "لدينا العدد الكافي من المجمّدات لبدء حملة التّطعيم" مضيفا أنّه تمّ بالتّوازي مع ذلك تقديم طلبيّة للغرض. ووفقًا للهاشمي الوزير، تعهّدت شركة فايزر بتسليم الجرعات إلى أماكن التّلقيح مباشرة.
ورغم أنّه من المفترض أن تصل الجرعات الأولى التي أعلنت عنها الحكومة التونسيّة بحلول منتصف شهر فيفري، لا يزال الغموض قائما حول تطعيم السّكّان والسّاكنات وتفاصيل الاستراتيجيّة الفعليّة المتّخذة.