15 سبتمبر، قصة سقوط المنظومة السياسية

في هذا الأحد المشمس من شهر سبتمبر، يستعدّ المترشّحون للإنتخابات وفرق الحملات الانتخابية والمناضلون ليوم طويل، ثم تتوالى الساعات وتغيب الشمس وتسودّ الأنظار في مقرات الحملات الانتخابية، إلاّ في مقريّن اثنين يُمثّلان استثناء غير مسبوق. هذه قصّة سقوط المنظومة السياسية، بالصور، منذ الساعة الثامنة صباحا إلى الحادية عشرة مساء.
بقلم | 01 أكتوبر 2019 | reading-duration 20 دقيقة

متوفر باللغة الفرنسية

 8.00 الإنطلاق

في المرسى، بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، يسعى عبد الفتاح مورو أن يكون أول الوافدين على مكتب الاقتراع المُسجّل به بمدرسة الطيب المهيري، حيث يتوجّه إليه مبتسما في الساعة الثامنة صباحا، مصحوبا بزوجته وأبنائه وأحفاده.  

 المرسى، تونس. الثامنة صباحا. لم يتمكن المترشح للانتخابات الرئاسية، عبد الفتاح مورو من آداء واجبه الانتخابي إلا بعد مضيّ ما يُناهز ساعة من الزمن في انتظار حلول المشرفين على مكاتب الاقتراع الذين قدموا في وقت متأخر. صورة: تيري برزيلون، انكفاضة.  

9.00

من الواضح أن بعض المشرفين على مكاتب الاقتراع لم يحترموا مواعيد فتح هذه المكاتب على عكس المترشح للرئاسة السيد عبد الفتاح مورو. ولا يعتبر ذلك استثناء، بما أن ما يناهز 30 بالمائة من مكاتب الاقتراع لم تفتح أبوابها في الوقت المحدد. بالتالي، فإن هذا الأخير اضطر أن ينتظر ساعة من الزمن حتى يتمكن من الإنتخاب في مدرسة الطيب المهيري بالمرسى.  

المرسى، تونس العاصمة. التاسعة صباحا. يؤدي المترشح للإنتخابات الرئاسية عن حزب حركة النهضة، عبد الفتاح مورو،  واجبه الانتخابي في الصباح الباكر، مصحوبا بزوجته وأبنائه وأحفاده. صورة: تيري برزيلون، انكفاضة.  

المرسى، تونس العاصمة: عبد الفتاح مورو، مرشح حركة النهضة عند مغادرته لمكتب الاقتراع. صورة: تيري برزيلون. انكفاضة. .

في الوقت نفسه، وعلى بُعد أمتار قليلة، تجتمع الحشود وتتعالى طقطقة أجهزة التصوير معلنة عن قدوم المترشح، يوسف الشاهد رفقة زوجته. في طريقه إلى مكتب الاقتراع، يتبادل رئيس الحكومة ذي الشعر الأملس بعض الكلمات مع المارّة، وعلامات الثقة بادية على محيّاه وهو يتقدم مرتديا بدلة دون ربطة عنق.

المرسى، تونس العاصمة. التاسعة صباحا. يستعدّ رئيس الحكومة، يوسف الشاهد ومرشح حزب تحيا تونس في الإنتخابات الرئاسية للاقتراع، صحبة زوجته. محمد القلاعي، Artriprod، انكفاضة.  

ولكن مرشح تحيا تونس لم يبق طويلا، فبعد أداء واجبه الانتخابي، والإجابة على بعض أسئلة الصحفيين،غادر سريعا، وكذلك الشأن بالنسبة إلى سليم العزابي، مدير حملته الانتخابية والأمين العام للحزب، فقد انتخب هذا الأخير في مدرسة أخرى بالمدينة. لاحقا في المساء، سيظهر الرجلان من جديد أمام الإعلام ، ليعلن يوسف الشاهد عن هزيمته في الانتخابات، بينما تلاحقه النظرات المستاءة لذراعه الأيمن، سليم العزّابي.   

المرسى، تونس العاصمة. يوسف الشاهد، رئيس الحكومة والمترشح للانتخابات الرئاسية، في مكتب الاقتراع، مُحاطا بعدد من الصحفيين.صورة: محمد القلاعي، Artriprod، انكفاضة.   

10.00

المرسى، تونس العاصمة. العاشرة صباحا. يصوّت سليم العزابي، مدير حملة يوسف الشاهد، بدون ضجة، مصحوبا بعائلته. صورة: محمد القلاعي، Artriprod، انكفاضة.  

في مقر حملة عبير موسي، يبدو الوضع هادئا تماما، حيث لا توجد سوى صورتها موضوعة فوق خزانة بالغرفة الرئيسية، في حين أن الأرائك والكراسي خاوية. والمرجّح أنّ فريق حملتها لا يزال يقترع أو انصرف إلى مشاغل أخرى، في انتظار حلول مرشحة الحزب الدستوري الحر (وريث التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب بن علي المنحل) بمقر الحملة، بعد الظهر.   

المرسى، تونس العاصمة: في الصباح، في مقر حملة عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر للانتخابات الرئاسية. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

في الأثناء، يعود الابن المتمرّد لحركة النهضة إلى منزله ليُقضّي بعض الوقت رفقة العائلة، حيث يجلس في ركن من الصالون الفخم، محاطا بالكتب والتحف الفنية، ويرفض الإدلاء بأي تصريح إعلامي مخافة خرق الصمت الانتخابي. ولن يلتحق بمقر حملته إلا بعد غلق مكاتب الاقتراع، رغم أنّ النتائج لن تكون في مستوى تطلعاته.  

المرسى، تونس العاصمة. يعود عبد الفتاح مورو، المترشح للرئاسة عن حركة النهضة،  إلى منزله بعد الاقتراع، ويجلس محاطا بأفراد عائلته وحوالي 20.000 قطعة من التُّحف الفنية. صورة: تيري برزيلون. انكفاضة.  

المرسى، تونس العاصمة. عبد الفتاح مورو، مرشح حركة النهضة للإنتخابات الرئاسية، رفقة زوجته. صورة: تيري برزيلون. انكفاضة.  

على بعد بضعة كيلومترات، وتحديدا بالمدرسة الابتدائية ضفاف البحيرة، تستعدّ سلوى السماوي للإدلاء بصوتها، مرتدية حول رقبتها قلادة يتدلّى منها مُجسّم صغير على شكل قلب، في إشارة إلى حزب "قلب تونس"، وهو الحزب الذي أسسه زوجها نبيل القروي، المترشح للإنتخابات الرئاسية.  

ضفاف البحيرة 1، تونس العاصمة.10.50. سلوى السماوي، زوجة نبيل القروي، المترشح للرئاسة عن حزب قلب تونس، في مركز الاقتراع. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

لكنّ القروي لن يتمكّن من التصويت، رغم أنه أحد المرشحين للفوز بالإنتخابات الرئاسية. وذلك لأنّه في حالة إيقاف تحفّظي في سجن المرناقية، منذ 23 أوت الماضي، بسبب تهم بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال، لكن ذلك لم يمنع حزبه وزوجته من القيام بالحملة في غيابه.  

 ضفاف البحيرة 1، تونس العاصمة. سلوى السماوي زوجة نبيل القروي، مرشح حزب قلب تونس للانتخابات الرئاسية عند خروجها من مكتب الاقتراع. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.

11.00

في الوقت ذاته، وعلى مسافة ساعتين من العاصمة، يستغلّ وزير الدفاع اليوم الأخير من عطلته الانتخابية للتوجه نحو مكتب الإقتراع، القريب من البيت العائلي في سوسة. بعد ذلك، سيختفي هذا المترشّح المستقل الّذي تُسانده أحزاب سياسية عدة مثل نداء تونس وآفاق تونس، عن الأنظار. هكذا سيعيش فريق حملته، الموجود في منزل في ضفاف البحيرة بتونس العاصمة، على وقع التوجّس والانتظار كامل اليوم، قبل الإعلان عن النتائج والتأكد من عدم مرور المترشح إلى الدور الثاني.  

سوسة. الحادية عشرة صباحا. يستعدّ عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع والمرشح المستقل للانتخابات الرئاسية للإدلاء بصوته. صورة: سيف فرج، انكفاضة.  

سوسة. عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع والمترشح المستقل للإنتخابات الرئاسية، بعد التصويت. صورة: سيف فرج، انكفاضة.   

بالعودة إلى تونس، وتحديدا إلى منطقة الوردية بالضاحية الجنوبية، يستعدّ محمد وسامية عبو لمغادرة منزلهما والتوجه إلى مكتب الاقتراع. بهيأته القتالية وشاربيه المعهودين، يخوض محمد عبو، مرشح التيار الديمقراطي، السباق الرئاسي لأول مرة دون أن يُحدث ضجة كبيرة من حوله.  

الوردية، تونس العاصمة. 11:30. يُغادر محمد عبو، مرشح التيار الديمقراطي، مقرّ سكناه، رفقة زوجته، سامية عبو وبعض أفراد عائلته نحو مكتب الاقتراع. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

حي ابن خلدون، تونس العاصمة. 11:45. التحق قيس سعيد، المترشح المستقل للانتخابات بمقر حملته، بعد أن أدلى بصوته في حي النصر 2، قريبا من بيته. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة. 

حي ابن خلدون، تونس العاصمة. 11:45. التحق قيس سعيد، المترشح المستقل للانتخابات بمقر حملته، بعد أن أدلى بصوته في حي النصر 2، قريبا من بيته. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

اختار قيس سعيّد كمكان مؤقت لحملته الرئاسية، شقّة ضيّقة ببناية قديمة بحي ابن خلدون وسط العاصمة. لم يلتحق المتطوعون والمساندون للحملة بالمقرّ بعد. يحتوي الصالون على أثاث متواضع وكراس بلاستيكية وجهاز تلفاز مثبّت على الجدار. في الأثناء، يُتابع أحد أعوان الحرس الرئاسي آخر أخبار الانتخابات عبر قناة نسمة التابعة لنبيل القروي، المنافس الرئيسي لقيس سعيد في السباق الرئاسي.  

حي ابن خلدون، تونس العاصمة. أحد أعوان الحرس الرئاسي الذي يسهر على حماية قيس سعيّد في مقر حملة هذا الأخير. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

12.00

على خلفية تتبعه عدليّا، تم احتجاز نبيل القروي تحفّظيا قبل أسبوع من الإنطلاق الرسمي للحملة الإنتخابية، ثم رفض القضاء مطالب الإفراج عنه التي تقدّم بها محاموه، مما أدّى بالمعني بالأمر إلى إعلان دخوله في إضراب جوع للمطالبة بحقه في الاقتراع.  

ضفاف البحيرة، تونس العاصمة. المقر الرئيسي لحزب قلب تونس، في مكتب المترشح للرئاسة، نبيل القروي، المودع في سجن المرناقية منذ 23 أوت 2019 في إجراء تحفظي. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

أدلى كل من محمد وسامية عبّو بصوتيهما، بابتسامة فرضتها عليهما الكاميرات الموجهة نحوهما، في مكتب اقتراع في الحي الذي يقطنان فيه. "رغم هيمنة المال السياسي والإعلام الموجّه طيلة أيام الحملة وحتى قبلها، لا يمكن لأحد أن يتنبّأ بنتائج الانتخابات"، يؤكد محمد عبو، مضيفا" مهما يكن من أمر، فنحن فخورون بالحملة التي خضناها".رغم ذلك، وبعد سويعات قليلة، إثر الإعلان عن النتائج الّتي لم تعطه سوى 4 بالمائة من مجموع الأصوات، لم يخف هذا الأخير ألمه وخيبته.  

الوردية، تونس العاصمة. 12:00 يؤدي محمد عبو، المرشح عن التيار الديمقراطي واجبه الانتخابي وسط المصورين والصحفيين. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

"يقول البعض أنّ محمد عبو راجع أفكاره الإديولوجية، وهو أمر مجانب للصحة، فقد أُسيء فهمه، حيث أنه تقدّمي يدافع عن حقوق الإنسان في بُعدها الكوني. في حين تصرّ بعض وسائل الإعلام وكذلك المناهضين له على تقديمه كرجل محافظ، وهو أمر غير صحيح"، تُبيّن سامية عبو في محاولة لطمأنة الناخبين، ولكن يبدو أن هذه التطمينات جاءت متأخرة.  

الوردية، تونس العاصمة. سامية عبو، النائبة عن التيار الديمقراطي بمجلس نواب الشعب تقترع في الوقت نفسه مع زوجها محمد عبو، المترشح للانتخابات الرئاسية. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

في مقر الحملة، لا تهدأ حركة أتباع حزب التيار الديمقراطي، حيث يتابعون سير العملية الانتخابية ويحاولون معرفة توجهات التصويت وتجميع المعلومات الواردة عليهم من مئات الملاحظين والملاحظات التابعين للحزب والمنتشرين في كامل تراب الجمهورية.  

وسط مدينة أريانة. المقر الرئيسي لحملة التيار الديمقراطي، حزب محمد عبو، المرشح للرئاسة. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

14.00 الغياب

في المقر الرئيسي لحزب قلب تونس، كان نبيل القروي الغائب الأكبر. ورغم ذلك، فقد كان حاضرا من خلال الملصقات والمعلقات التي تُذكّر بوجوده.  

ضفاف البحيرة، تونس العاصمة. المقر الرئيسي لحزب قلب تونس، في ظل غياب مرشحه للرئاسة، نبيل القروي المودع في سجن المرناقية منذ 23 أوت 2019. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

انطلاقا من الساعة الثانية بعد الظهر، بدأ غياب الناخبين وإعلانهم الضمني مقاطعة صناديق الاقتراع يثير القلق. ففي منتصف اليوم، لم تتجاوز نسبة المشاركة في التصويت 16 بالمائة، مما عمّق الشكوك حول مصير العملية الانتخابية.  

المرسى، تونس العاصمة. في المقر الرئيسي لحملة عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر للانتخابات الرئاسية. تعرض الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات على شاشة التلفاز النتائج الأولية لنسب الإقبال على التصويت في منتصف اليوم. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.   

15.00

في المقر الرئيسي لحملة محمد عبو، يحاول مناضلو الحزب تهدئة الوضع الذي بدأ يتأزم شيئا فشيئا، وذلك من خلال تبادل المعلومات والتكهنات والحديث عن المواقف الطريفة التي تعرضوا لها في الميدان. فمن الضروري، مقاومة ضغط الانتظار ورفع المعنويات تحسّبا لإمكانية الفشل. تقول سوار، طالبة التحقت بالحزب منذ 2014 "من المؤكّد أننا سنحتفل هذا المساء وسنحتفي بالجهود التي بذلها المتطوعون وكذلك بنجاحنا في التنظيم المحكم والاتصال وخاصة بالنضج السياسي الذي بلغناه".  

وسط مدينة أريانة. فريق حملة محمد عبو، مرشح حزب التيار الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في قاعة عمليات رصد الانتخابات التابعة للحزب. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

بما أنّها تحمل الرقم 3 في قائمة المترشحين للرئاسة، اختارت عبير موسي أن تتوجه إلى مكتب الاقتراع عند الثالثة ظهرا. عند وصولها إلى مقر الحملة، أخبرت فريقها بصوت منخفض أنها تلقت طلبا للإنسحاب لصالح المترشح، عبد الكريم الزبيدي. أبدى بعض أعضاء الفريق آرائهم في هذا الطلب. لكن الوقت لم يكن كافيا لتعميق النقاش حول هذه المسألة، إذ كان لابدّ من التوجه إلى مكتب الاقتراع، فالمترشّحة تأخرت عن موعدها.  

المنزه1، تونس العاصمة. 15:30. تتوجه عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر للانتخابات الرئاسية إلى مكتب الاقتراع انطلاقا من مقر الحملة مصحوبة بفريقها وابنتيها. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

في الأثناء، كانت بعض صفحات الفايسبوك المساندة لعبد الكريم الزبيدي تقوم بدعم منشورات تُحذّر من صعود قيس سعيّد ونبيل القروي، استنادا إلى ما جاء في نوايا التصويت لدى الخروج من مراكز الإقتراع. ولم يعد هناك سوى بعض الوقت لدفع الناخبين المترددين للذهاب للتصويت.  

المنزه 1، تونس. تدلي عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر بصوتها وسط مناضلي الحزب وعدد من المساندين. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

16.00

في مقر حملة يوسف الشاهد، رئيس الحكومة ومرشح حزب تحيا تونس، تبدو الوجوه عابسة. لم يتم استقبال الصحفيين بحرارة، كما وقع منعهم من التصوير. يسارع بعض الحاضرين خطواتهم نحو الهاتف. ولكن لا يتم الإدلاء بأية معلومة. فجأة يتساءل أحدهم: "كم بلغت نسبة الإقبال على التصويت"؟ يجيب آخر دون أن يرفع عينيه "20 بالمائة."  

المنطقة الصناعية بالشرقية، تونس العاصمة. مدخل مقر تحيا تونس، حزب يوسف الشاهد، خال من الناس. صورة: محمد القلاعي، Artriprod، انكفاضة.  

لافايات، تونس. أحد مقرّات حزب تحيا تونس، حزب يوسف الشاهد، المترشح للانتخابات الرئاسية. منذ 20 يوما، يعتصم أمام مدرج العمارة، عدد من الشباب القادمين من القصرين للمطالبة بتفعيل برنامج تشغيل الشباب الذي تم إقراره في 2016. صورة: هيفاء مزلوط، انكفاضة.  

التحق محمد عبو بمناضلي حزبه في المقر الرئيسي للحملة الانتخابية. بدأت الشائعات حول فوز نبيل القروي وقيس سعيّد بالإنتخابات تشحن الأجواء شيئا فشيئا. في حين، كان نبيل بفّون، رئيس الهيئة المستقلة للإنتخابات يُحذّر، عبر التلفاز، من مغبّة الامتناع عن الاقتراع، قائلا: "صوّتوا من أجل إنقاذ الثورة والمسار الديمقراطي".   

وسط مدينة أريانة. في مقر حملة التيار الديمقراطي، حزب محمد عبو، تبدو علامات القلق جليّة على وجهَي مناضلين من الحزب، على خلفية ضعف نسبة الإقبال على التصويت، قبل ساعتين من غلق مكاتب الاقتراع. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

"فقد الشباب الثقة في الطبقة السياسية برمتها. هذا العزوف عن التصويت بدأ منذ 2014 وسيتواصل مادامت الحكومات تغض الطرف عن المطالب الاقتصادية والاجتماعية"، يُفسّر معزّ، شاب من مناضلي الحزب.  

وسط مدينة أريانة. يزداد التوتّر داخل المقر الرئيسي لحملة المرشح للرئاسة محمد عبو عن حزب التيار الديمقراطي، قبل غلق مكاتب الاقتراع. صورة: حمادي لسود. انكفاضة.  

17.00 الشك

لا تبدو فاطمة وهي امرأة أعمال وعضو الهيئة اللوجستية منذ 2017 راضية البتة عما يحصل، حيث تقول: "أنا فعلا غاضبة جدا، فإما أن التونسيين سلبيون ولا يهتمون بالشأن السياسي، أو أنهم يحددون خياراتهم وفق عواطفهم." وتتابع "ماذا يعرفون عن قيس سعيد أو نبيل القروي أو عبد الكريم الزبيدي؟ لا شي... سعيّد على سبيل المثال لا يعدو أن يكون ظاهرة إعلامية، حيث يعطي صورة عن الرجل المفكر الذي يدّعي التخصص في القانون الدستوري..."، مضيفة: "أعتقد أنّنا نستحق فعلا هذه الطبقة السياسية التي تحكمنا."  

وسط مدينة أريانة. محمد عبو، مرشح حزب التيار الديمقراطي للانتخابات الرئاسية. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

وسط مدينة أريانة. محمد عبو، مرشح حزب التيار الديمقراطي للانتخابات الرئاسية. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

المرسى، تونس. 17:56. داخل المقر الرئيسي لحملة عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر للانتخابات الرئاسية، يتصاعد التوتر قبيل دقائق من غلق مراكز الاقتراع. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

18.00

"كنا نعتقد أنّنا سنمر إلى الدور الثاني"

المرسى، تونس العاصمة. إثر غلق مراكز الاقتراع. في المقر الرئيسي لحملة عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر، بدأت الاستطلاعات تظهر ومعها تتعمق الحيرة. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

19.00

إثر غلق مقرات الاقتراع، اتضحت الصورة وتأكّدت الشكوك. واصل ممثلو الحزب نقل نتائج الإقتراع من مكاتب التصويت التي يوجدون فيها. سارعت عبير موسي بالدعوة إلى اجتماع عاجل. بدت علامات الحزن والصدمة مرسومة على الوجوه، ثم أُسدل الستار نهائيّا.   

المرسى، تونس العاصمة. تتلقى عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر النتائج الأولية. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

المرسى، تونس العاصمة. تتلقى عبير موسي، مرشحة الحزب الدستوري الحر نتائج سبر الآراء قبل الإعلان عنها. لم تُدل بتصريح وإنّما دعت إلى اجتماع عاجل ومغلق. صورة: خلدون عكاز، انكفاضة.  

في الشقّة الصغيرة الكائنة بحي ابن خلدون، التحق عشرات المناضلين بقيس سعيّد في انتظار الإعلان عن نتائج سبر الآراء المبرمجة للساعة الثامنة مساء. بدا شقيق المترشح واثقا من الفوز ولكنه لم يرد التعليق على ذلك إلى حين الإعلان الرسمي عن النتائج، واكتفى بالقول: "أتمنى أن تكون نسبة المشاركة قد ارتفعت".  

شارع ابن خلدون - تونس. فريق حملة قيس سعيّد بصدد انتظار الإعلان عن نتائج سبر الآراء التي ستُبثّ على الساعة الثامنة مساء. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

تطوّعت سنية، إحدى تلميذات قيس سعيّد، لتشارك في حملته. وهي لا تنفكّ تتلقى مكالمات من المتطوعين الشبّان في مختلف جهات الجمهورية، لتنهي كل مكالمة هاتفية مع كل واحد منهم بعبارة "نحبّك ولدي".   

يقول وسام وهو أحد المتطوعين في الحملة: "الأشخاص الذين تراهم هنا هم جزء من فريق الحملة، وهم من أجيال مختلفة، تلاميذا وأساتذة. ليس لدي دور محدد في الحملة لأنه لا يوجد تقسيم للمهام، وليس لدينا مدير حملة ولا ناطق رسمي. كل واحد منا يساعد حسب طاقته، فقد تجولنا في كامل البلاد فقط بسيارتين، ونمنا في دور الشباب وفي المبيتات وأحيانا في بيوت الأهالي".  

نهج ابن خلدون، تونس. فريق حملة قيس سعيد في مقر حملة المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

في مقر حملة نبيل القروي، كانت الأجواء مختلفة. دون انتظار نتائج سبر الآراء، بدأ أنصار قلب تونس في الاحتفال بانتصار مرشحهم الذي فاز بالمرتبة الثانية بعد قيس سعيد وترشح بذلك إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس. لم ينتظر فريق حملة نبيل القروي إعلان نتائج سبر الآراء للاحتفال بمرور مرشحهم إلى الدور الثاني. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس. يحتفل فريق حملة نبيل القروي بالمرور المتوقع لمرشحهم إلى الدور الثاني. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، وعلى رغم غياب نبيل القروي الموقوف منذ 23 أوت 2019، يحتفل المناضلون والمناضلات بمرور مرشحهم إلى الدور الثاني. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

ولكن في مقر حملة مرشح حركة النهضة، فإن الإشارات كانت سلبية، فالتوقعات الأولية لمؤسسات سبر الآراء والتقارير الميدانية بدت متضاربة. لا تزال حظوظ عبد الفتاح مورو قائمة في تجاوز نبيل القروي. ولم يعترف رئيس الحركة، راشد الغنوشي الذي قدم حاملا الورود والحلويات، بعد بالهزيمة. فقد أثارت المعلومات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي بعض الشكوك.

المنار 2. الساعة 19.20. قدوم راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة إلى مقر حملة عبد الفتاح مورو، مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية. صورة: تيري برزيلون انكفاضة.  

على الرغم من التوقعات المخيبة للآمال، إلا أن مناضلي التيار الديمقراطي، أقبلوا بكثافة على مقر الحملة، حيث قالت سامية عبو "لقد ربحنا في كل الحالات! الانتصار يكمن في تضامننا وتفانينا". وتضيف مازحة "هناك إشاعات حول فرار الشاهد"، محاولة بذلك تخفيف عبء الخسارة.  

وسط مدينة أريانة. محمد عبو، مرشح التيار الديمقراطي للانتخابات الرئاسية محاط بمناضلي حزبه. عبو لا يخفي خيبة أمله. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

مزحة لا يمكن تقبّلها في مقر حملة يوسف الشاهد، حيث يزيد الصمت من كآبة المكان. تم استبعاد الصحفيين ولم يبق سوى نحو عشرة أشخاص يناقشون بصوت منخفض النتائج المتوقعة. يبدو النزول على أرض الواقع صعبا.  

المنطقة الصناعية بالشرقية، تونس العاصمة. فريق الحملة متشنج ولا يسمح لأحد بالدخول إلى مقر حملة تحيا تونس، حزب يوسف الشاهد، المرشح للانتخابات الرئاسية. صورة: هيفاء مزلوط، انكفاضة.  

في ضفاف البحيرة، لا يستوعب فريق حملة وزير الدفاع الحالي، عبد الكريم الزبيدي، النتائج. في ذات الوقت، تسري إشاعات حول قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التمديد في آجال فتح مكاتب الاقتراع لساعة أخرى بعد الموعد المحدد. لكن الفريق يكتشف بسرعة عدم صحة الخبر. "لقد تحصلنا على ما نستحق، سنكون في الدور الثاني ضد يوسف الشاهد"، بهذه الكيفية، تحسّرت عضوة في فريق الحملة في إشارة إلى الحرب الباردة التي نشبت بين الطرفين. في حين يقول عضو آخر مازحا:" لم يبق لدينا سوى 20 دينارا في الخزينة". "سكوت!" قبل لحظات من إعلان النتائج، يسود الصمت.  

ضفاف البحيرة 1، تونس العاصمة. في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية، قبل لحظات من إعلان نتائج سبر الآراء. صورة: هورتونس لاك، انكفاضة.   

ضفاف البحيرة 1، تونس العاصمة. لم يتحول عبد الكريم الزبيدي، المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية إلى مقر حملته. ينتظر فريق الحملة والمساندون له بقلق نتائج سبر الآراء. صورة: عبد القادر التازركي، انكفاضة.  

20.00 الإعلان

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. 20.00. فريق حملة قيس سعيد لحظة إعلان نتائج سبر الآراء. فاز مرشحهم بالمرتبة الأولى على حساب نبيل القروي، مرشح قلب تونس. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، عُلّقت صور نبيل القروي لحظة إعلان نتائج سبر الآراء التي تم الكشف عنها في الساعة الثامنة مساء. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. على اليسار يوجد رضا المكي، المعروف باسم رضا "لينين"، وهو مناضل ذو مكانة مهمة داخل الحركات اليسارية الراديكالية التونسية. يحتفل هذا الأخير بالنصر المعلن لمرشحه قيس سعيد الذي فاز بالمرتبة الأولى في الدور الأول للانتخابات الرئاسية. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، يُتابع المناصرون والمناصرات لنبيل القروي الاحتفال في ظل غياب مرشحهم. صورة: أغستان لوغال، انكفاضة.  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. على اليسار، إشراف شبيل، القاضية وزوجة قيس سعيد لحظة معرفتها بفوز زوجها بفارق عريض حسب نتائج سبر الآراء. صورة: مالك الخضراوي.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، تأكّد حصول نبيل القروي على المرتبة الثانية بعد الإعلان رسميا عن نتائج سبر الآراء. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. تكشف مؤسسة سبر الآراء سيغما كونساي عن المرشحين اللذين سيمران إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، حيث تحصّل قيس سعيد على المرتبة الأولى بـ19,5% من الأصوات المعلنة، في حين تحصّل نبيل القروي على 15,5%. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

في مقر حملة محمد عبو تسود الحيرة، حيث لم يتحصّل مرشح التيار الديمقراطي سوى على 4% من الأصوات، مما يؤهله لأن يكون في الترتيب التاسع أو العاشر، حسب التوقعات. أما في المنطقة الصناعية بالشرقية، بالكاد تفاعل أنصار يوسف الشاهد مع النتائج، حيث كانت النظرات منكسرة. في حين، أصيبت النهضة وأنصارها بصدمة، لذلك سارع قادتها إلى عقد جلسة مغلقة في الطابق الأول لتصفية الحسابات.  

وسط مدينة أريانة. في مقر حملة محمد عبو، مرشح التيار الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، يعلو الحزن وخيبة الأمل محيا المناضلين والمناضلات بعد الإعلان عن النتائج. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

المنطقة الصناعية بالشرقية، تونس العاصمة. الأجواء باردة في مقر حملة يوسف الشاهد، مرشح تحيا تونس للانتخابات الرئاسية الذي تحصّل على المرتبة الخامسة بعيدا عن منافسيه اللذين صعدا إلى الدور الثاني. صورة: هيفاء مزلوط، انكفاضة.  

المنار2. في مقر حملة عبد الفتاح مورو، مرشح النهضة، تتناقض نتائج سبر الآراء مع نتائج الفرز التي تأتي من مكاتب الإقتراع إلى فريق الحملة. صورة: تيري برزيلون. انكفاضة.  

ضفاف البحيرة1، تونس العاصمة. في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية. يكتشف المناصرون والمناصرات نتائج سبر الآراء. صورة: عبد القادر التازركي، انكفاضة.  

"لا يجب أن نفقد الأمل ! وهذه النتائج لا يجب أن تهز من عزيمتنا" يقول محمد عبو لمناصريه، مضيفا" أرجو أن نستأنف العمل من جديد وفي أقرب وقت ممكن وأن نكون صرحاء مع الناخبين، ونقول لهم مباشرة أنهم قاموا باختيار سيء: فبين مشرح غامض لا يملك أي ماض سياسي، يصرح بمواقف محافظة، ورجل مافيوزي موّل حملته عبر مال فاسد وتبييض للأموال، يبدو أن وعي التونسيين لم ينضج بعد وليس مستعدا لأي تغيير."  

وسط مدينة أريانة. لا يخفي محمد عبو، المحاط بالمناضلين والمناضلات من حزبه، خيبة أمله. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

وسط مدينة أريانة. محمد عبو، مرشح التيار الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، يدرك هزيمته المعلنة. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

"هذه النتائج مخيبة للآمال بالنسبة لي. كنت أنتظر ضعفها"، يقول أحد أعضاء الحملة، مضيفا "عبو كان المرشح الوحيد الواضح والصادق في كل وعوده فيما يخص صلاحيات رئيس الجمهورية. لقد كان بعيدا عن الشعبوية، وقد عملنا بجد لكسب ثقة المواطنين. ولكن إرادة الشعب كانت مغايرة!"  

وسط مدينة أريانة. يصفق مناضلو ومناضلات التيار الديمقراطي لمحمد عبو بعد الإعلان عن هزيمته. صورة: حمادي لسود، انكفاضة.  

في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، يرفض البعض أن يُسلّم بالأمر الواقع، لتيحوّل الإحساس بالقلق شيئا فشيئا إلى غضب. "هذه النتيجة خاطئة ! لا تزال الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تُجمّع النتائج ! يجب أن تتوحّد عائلتنا السياسية"، تقول إحدى المناصرات.  

ضفاف البحيرة 1، العاصمة تونس. في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، يرفض المناصرون والمناصرات استيعاب خسارة مرشحهم الذي حاز على المرتبة الرابعة بعد قيس سعيد ونبيل القروي وعبد الفتاح مورو. صورة: عبد القادر التازركي، انكفاضة.  

"لقد وثقنا في قيس سعيد منذ 2011، فهو الوحيد الذي اهتم بالشباب، وهو الوحيد الذي حمل قيم الثورة"، يقول أحد أعضاء حملة قيس سعيد، مضيفا بشيء من الرضا: "لقد قمنا بحملة دون موارد، حيث قامت عائلة المترشح بحملة لجمع الدعم لتأمين الضمان المالي للترشح للإنتخابات الرئاسية. ولم نصرف شيئا تقريبا على الحملة، كما لم يمولنا أي رجل أعمال أو بارون من البارونات المحليين".  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. إشراف شبيل، قاضية وزوجة قيس سعيد تنعزل لترد على الاتصالات الهاتفية العديدة التي تتلقاها. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

بعد الصدمة أو الفرحة العارمة التي أحدثتها النتائج، جاء وقت الإدلاء بالخطابات أو الإقرار بالهزيمة أو القيام بمراجعات. يلتحق مناضلو نهج ابن خلدون وبعض الصحفيين الموجودين بمقر حملة قيس سعيد بمكتب هذا الأخير حيث بقي وحده، ليستمعوا إلى خطابه. في حين، في عين زغوان، تقرأ سلوى السماوي رسالة من زوجها نبيل القروي. أما سمير ديلو، مدير حملة مرشح النهضة، فيقول أنه يُفضّل انتظار النتائج الرسمية التي ستعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبل أن يقوم بأي تصريح. من جهته، دعا يوسف الشاهد في كلمة مقتضبة للإعلام، على اثر عودته إلى مقر الحملة آخر المساء، عائلته السياسية إلى التوحّد من أجل الإنتخابات التشريعية واستخلاص العبر من هذا الدور الأول، بينما حاول البعض في مقر حملة محمد عبو تنسيب الهزيمة، رغم خيبة الأمل، حيث يقول أحد المناضلين: "الجانب الإيجابي الوحيد في هذه الانتخابات هو الصفعة التي تلقاها النظام القديم، حيث كان الجهاز القديم للتجمع الدستوري الديمقراطي يفكر في الهيمنة على الانتخابات"، مضيفا " نحن نعلم الآن أن ذلك الجهاز قد ضُرب لبعض الوقت على الأقل". أما بالنسبة لعبير موسي أو عبد الكريم الزبيدي، فلن يظهرا للإعلام مرة أخرى خلال هذا اليوم الإنتخابي.  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. قيس سعيد، المترشح للانتخابات الرئاسية، وحيد في مكتبه بعد الإعلان عن انتصاره. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. قيس سعيد، المترشح للإنتخابات الرئاسية يُقبّل العلم التونسي أمام المناضلين والمناضلات والصحفيين، قبل أن يلقي كلمة. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، يؤكد سبر الآراء حصول نبيل القروي على المرتبة الثانية مما يؤهله للمرور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

المنار2. في مقر حملة عبد الفتاح مورو. يلقي سمير ديلو، مدير الحملة، كلمة عوضا عن المترشح، بعد الإعلان عن نتائج سبر الآراء. ويؤكد أنه يُفضّل انتظار النتائج الرسمية التي ستعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبل أن يتحدّث عن أي هزيمة. صورة: تيري برزيلون. انكفاضة.  

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، تُتابع سلوى السماوي، زوجة نبيل القروي تفاصيل نتائج سبر الآراء عند الخروج من مراكز الإقتراع. صورة: أوغستان لوغال، انكفاضة.  

ضفاف البحيرة1، تونس العاصمة. 20.50. في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، لا يزال المناصرون تحت آثار الصدمة بعد الإعلان عن النتائج. صورة: عبد القادر التازركي، انكفاضة.  

21.00

ضفاف البحيرة1، تونس العاصمة، الساعة 20.50، في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، لا يزال المناصرون والمناصرات يشكّكون في هزيمة مرشحهم الذي حاز على المرتبة الرابعة. صورة: عبد القادر التازركي - انكفاضة.  

ضفاف البحيرة1، تونس العاصمة. 20.50. في مقر حملة عبد الكريم الزبيدي، يبدو الغضب والحيرة وباديين بوضوح على وجوه المناصرين والمناصرات. صورة: عبد القادر التازركي، انكفاضة.  

المنار2. راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة في مقر حملة عبد الفتاح مورو. وراءه ينزل الدرج المترشح الحائز على المرتبة الثالثة، مرفوقا بمدير حملته. صورة: تيري برزيلون، انكفاضة.   

المنار2. عبد الفتاح مورو ومدير حملته، سمير ديلو بعد الإعلان عن النتائج. صورة: تيري برزيلون، انكفاضة.  

22.00

المنطقة الصناعية بالشرقية، تونس العاصمة. يستمع سليم العزابي، الأمين العام لحزب تحيا تونس لخطاب يوسف الشاهد، بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية. صورة: محمد القلاعي، Artriprod، انكفاضة.  

المنقطة الصناعية بالشرقية، تونس العاصمة. يدلي يوسف الشاهد بتصريح للصحافة بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية. وحسب التوقعات الأولية، فقد حاز يوسف الشاهد على المرتبة الخامسة بعد قيس سعيد ونبيل القروي وعبد الفتاح مورو وعبد الكريم الزبيدي. صورة: محمد القلاعي، Artriprod، انكفاضة.  

النهاية

عين زغوان، تونس العاصمة. في مقر حملة حزب قلب تونس، تقرأ سلوى السماوي رسالة من زوجها نبيل القروي الموقوف تحفظيا في سجن المرناقية. من وراء القضبان، يترشح نبيل القروي للدور الثاني بأكثر من 15% من الأصوات المصرح بها. صورة: أوغوستان لوغال، انكفاضة.  

نهج ابن خلدون، تونس العاصمة. بعد حملة غير كلاسيكية ودون أي تمويل أو حزب سياسي يسانده، يترشح قيس سعيد للدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية بأكثر من 18% من الأصوات المصرح بها في الدور الأول. ورغم من ذلك، لم تتغير قسمات وجهه. صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.  

صورة: مالك الخضراوي، انكفاضة.