لطالما كانت تُونس على مر التاريخ ملتقى الطرق بين إفريقيا وأوروبا، لكنها اليوم تجد نفسها في قلب أزمة هجرة غير مسبوقة. في سنة 2023، كانت البلاد على المسار الرئيسي نحو إيطاليا، متجاوزةً بذلك ليبيا في عدد المغادرين·ـات منها. وتُعزى هذه الزيادة في التدفقات الهجرية إلى قرب البلاد من القارة الأوروبية وعدم الاستقرار الإقليمي. وبينما تُظهر السلطات التونسية تعاونًا متزايدًا مع الاتحاد الأوروبي، تكشف وثائق مسرّبة مؤخرًا خلفيات إدارة هذه الأزمة وتداعياتها على المهاجرين·ـات.

عملية اختيار لاعب ذي جنسية مزدوجة للمنتخبات الوطنية في البلاد المغاربية تتقاطع فيها أبعاد كثيرة تتجاوز المستوى الرياضي. إذ يستدعي الأمر قضايا الأسرة والهوية والرهانات الجيوسياسية التي تضع الدول الأوروبية الكبرى في مواجهة دول المغرب العربي.

يلاقي مشجعو·ات كرة القدم في الملاعب التونسية عنفا أمنيا يلاحقهم حتى في المدرجات. وتواجه مجموعات الألتراس، التي يوحّدها شغف هذه الرياضة، سياسةً قهريةً تمارسها السلط عليها فترد الفعل بالمقاومة. سخطُ هذه المجموعات يغذيه أيضا الوضع الحالي المتسّم بمباريات دون جمهور وقرارات منع التنقل والاعتقالات. روبرتاج يأتيكم من قلب الألتراس التونسي.

رغم الاضطرابات السياسية التي تشهدها كل من تونس والولايات المتحدة، فإن التعاون العسكري بين البلدين لم يتباطأ، بل تسارع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة. من صفقات اقتناء الأسلحة الثقيلة إلى المناورات المشتركة واسعة النطاق، يعزز الجيش التونسي موقعه كحليف إقليمي لا غنى عنه لواشنطن، في علاقة تزداد متانتها، لكن أيضًا تبعيتها.

في تونس اليوم، قد يكلفك منشور على فيسبوك سنوات من السجن. المرسوم 54 وخاصة الفصل 24 منه، بات أداة لملاحقة الصحفيين·ـات والمواطنين·ـات عوض مكافحة الجرائم السيبرانية. ورغم مطالبات مختلف الأطراف بتعديله، بما في ذلك برلمانيون·ـات موالون للسلطة، تواصل رئاسة البرلمان عرقلة أي مبادرة تشريعية في سياق تصاعد الضغوط  الحقوقية لوقف انتهاكات حرية الرأي والنشر.

خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، بذل فريق إنكفاضة كل الجهود لإبقائكم على اطلاع على أهم الأخبار، في التزام تام بخطنا التحريري وقيمنا الأساسية. ندعوكم·ـن من خلال هذا العرض بأثر رجعي إلى العودة على أبرز إنتاجات عام 2024.

تنتشر في الجنوب التونسي شبكة من التحصينات والمخابئ الممتدة حول مدينة مارث من البحر إلى الجبال، على طول 45 كيلومترا تقريبا. "خطّ مارث" الذي يبدو اليوم مُغيَّباً عن الذاكرة التونسيّة، كان في ما سبق حجر العقد في المنظومة الدفاعية للإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية بالمنطقة المغاربية، ومثّل ساحةً لمعركة هامة من معارك الحرب العالمية الثانية.

ليلة 7 إلى 8 ديسمبر كانت اللحظات الأخيرة لأسوأ سجن في العالم، المعروف باسم المسلخ البشري، سجن صيدنايا الذي أُنشِئ في التسعينيات كي يضمّ سجناء سياسيين وعسكريين، وتَحوَّلَ مع بداية الثورة في سوريا عام 2011 إلى واحد من أسوأ المعتقلات العسكرية في التاريخ.

في شوارع القصرين، تبدأ عاملات النظافة يومهنّ مع ساعات الفجر الأولى، يواجهن بردًا قارسًا وعملا مضنيا. بين الأدوات التي يشترينها من جيوبهنّ، وغياب معدات الحماية التي تقيهنّ، يشعرن بـ«الحُقرة» في كل حركة وبالنظرة «الدُّونيّة» التي تطاردهنّ. ورغم سنوات قضيّنها في خدمة المجتمع، يبقى الترسيم حلماً بعيداً عن منال كثيرات منهن، وسط غياب التقدير وإخلاف الدولة وعودها تجاههن.

لئن كانت حالات العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية في تونس تشهد ارتفاعا، فإنّ 25% فقط من المتعايشين·ـات مع هذا الفيروس يتحصلون على العلاج. ويظل الوصول الى العلاج محدودا جرّاء الأعراف الاجتماعية التي تكبّل النقاش حول موضوع الصحة الجنسية والنقائص الهيكلية للمنظومة الصحية، مما يغذي وباءً بالإمكان تجنبه.

منذ أكثر من أربعين عاما، تبذل تونس جهودا حثيثة لمقاومة انتشار مرض السل. وفي حين تم تحقيق نتائج مهمة على مر السنين إلا أن هذا المرض أبعد ما يكون عن الاختفاء. والأسوأ من ذلك أن الأرقام الأخيرة تشير إلى عودة ظهوره من خلال أشكال عدوى جديدة.

منذ مظاهرة 7 أكتوبر، في ذكرى مرور عام على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، يواجه الناشطون·ـات الداعمون·ـات لفلسطين ضغوطات متزايدة. 7 حالات على الأقل رُفعت فيها دعاوى قضائية شملت عشرات الناشطين·ـات المختلفين، جميعهم منخرطون في النضال من أجل فلسطين. وبعد مرور قرابة العام أيضا على إسقاط قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل، تكشف هذه الحملة الأخيرة عن خطاب السلطات المتناقض بشأن القضية الفلسطينية.

يتعرض مجتمع الميم في تونس منذ أشهر عديدة لقمع ما انفكّ يزداد حدة. وأصبحت الاعتقالات التعسفية، والاستدعاءات اللا مبرّرة، والترهيب البوليسي، واقعًا يوميًا يعيشه النشطاء·ـات المدافعون·ـات عن حقوق مجتمع الميم. ومن خلف هذه الممارسات، تبرز استراتيجية أشمل تسعى من خلالها الحكومة التونسية إلى تجريم الهويات الجندرية بتعلّة تطبيق قوانين فضفاضة.

في الوقت الذي تحتفل فيه تونس بالذكرى الثامنة والستين لإصدار مجلة الأحوال الشخصية المطابقة ليوم 13 أوت وبما أحرزته من تقدم في مجال حقوق النساء، لا تزال الأمهات اللواتي أنجبن أطفالا خارج إطار الزواج يواجهن العديد من التحديات ليس أقلها الوصم الاجتماعي والاختلالات التشريعية وهشاشة وضعيتهن الاقتصادية. وعلى الرغم من الدعم الذي تتجند بعض الجمعيات لتوفيره لهن، تجد هؤلاء النسوة أنفسهن في مجابهة مصيرهن المعتم بمفردهن في ظل تخلي الدولة عنهن.

«لي إسمان.» تقول هدى أو "نجمة". «الأول تدعوني به عائلتي، عرفته منذ 47 عاما، والثاني حملته على عاتقي، حين -في سن السابعة عشر- انقطعت عن الدراسة وبدأت رحلة العمل التي لم تنته.»

أعلنت تونس يوم 19 جوان 2024 عن منطقة البحث والإنقاذ البحرية الخاصة بها لدى المنظمة البحرية الدولية وكانت آخر دولة مغاربية تقوم بذلك. ووراء هذه المنظومة التي لا تزال إلى حد الآن ضبابية، يتوارى دعم أوروبي قويّ يثير قلق المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الإنقاذ البحري.