وقع الاختيار على هذا التاريخ تكريما لـ 80 مفقودا غاب أثرهم على إثر غرق مركب غادر سواحل تونس واختفى قبالة السواحل الإيطالية في 6 سبتمبر من سنة 2012. بعد مضي عشر سنوات، لا تزال أمّ أحدهم موجودةً تنتظر إجابة.
البعض جاء من أقطار بعيدة لحضور هذه النسخة الثانية من تظاهرة "CommemorAction"، من السنغال، الجزائر، النيجر والمغرب، اجتمعت العائلات يحرّكها الدافع نفسه: البحث عن إجابات والمطالبة بالمساءلة، يعضدها في ذلك نشطاء ومناصرون·ات وباحثون·ات آخرون من أوروبا.
وإلى جانب إحياء الذكرى، يتمثل أحد أهداف هذا التجمّع كذلك في تحقيق تقاطع بين نضالات شمال أفريقيا وغربها. تقول سعاد إنه "على الرغم من كل معاناتي، فإن وجودي هنا مع عائلات أخرى والنضال معا يمنحني بعض السكينة".
لا يزال الأمل قائما، حتى بعد مرور 10 سنوات
مرت عشر سنوات منذ ترك محمد علي آخر أثر يدل على أنه ما يزال على قيد الحياة. بالنسبة لوالدته مبروكة، "يبدو الأمر كما لو أنه حدث بالأمس". فُقد محمد علي يوم 6 سبتمبر 2012 في حادثة غرق مركبٍ تركت أثرا موجعا في النفوس. كان القارب يومها يقل أكثر من 150 شخصا متجهين من صفاقس إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، ولم ينج منهم سوى 56 شخصا.
وسواء فُقدوا في عرض البحر أو في كثبان الصحراء، تتمسك أسر المفقودين والمفقودات بموقف قاطع تلخّصه عدة أمهات بقولهنّ "طالما أنني لم أر جثته، فإن ابني لا يزال على قيد الحياة". في كثير من الأحيان، عندما تتحدث الأمهات، لا يذكرن أسماءهن بل يقدمن أنفسهن كـ"أم فلان أو فلانة"، الذي فُقد·ت ذات يوم ظل تاريخه محفورا في كلامهن وذاكرتهن.
"هؤلاء الأمهات والأخوات هن المتواجدات دائما اللواتي لا يبارحهنّ أمل العثور على أحبائهن"، تقول لطيفة التي فقدت شقيقها رمزي في عام 2011.
لسنوات ظلّت هذه الصورة الرمزية للأمهات في قلب النضال من أجل المفقودين والمفقودات. في هذه التجمعات، غالبا ما تكون هؤلاء النساء أكثر حضورا من الرجال على الخطوط الأولى. كما تبرز العديد من الأعمال العلمية أوجه تشابه بين حشد الجهود في منطقة المتوسط ونظيره في أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث يتم بنفس الطريقة إعلاء مقام الأم كشخصية ذات شرعية في عملية النضال من أجل المفقودين·ـات.
تصلهنّ بشكل منتظم شائعات عن أقاربهن، فإما قد شوهدوا في مركز احتجاز في إيطاليا أو في سجن في باريس ونحو ذلك... لكن غياب المعلومات والسند من قبل المؤسسات الرسمية يدفع بالعائلات إلى إنابة محامين·ـيات أو مخبرين أوروبيين في محاولة للحصول على إجابات، وغالبا دون نتيجة تذكر.
في رحلة بحثها المضني عن المعلومات، يحدث أن تجد العائلات نفسها تنبش في نفس الملف، ومن ذلك مثال نادية ومنجية، الأولى جزائرية، والثانية تونسية، أدركت كلتاهما أن ابنيْهما فُقدا في عام 2010 بعد أن كانا على متن نفس المركب. وبعد مرور 12 عاما، اجتمعتا في جرجيس لإحياء ذكراهما وتنظيم نضالهما معاً.
"اكتشفت من خلال هذه الأحداث أن هناك العديد من الجنسيات الأخرى المعنيّة: مصر والسودان والجزائر ومالي والكاميرون وغيرها. وذلك يتيح لنا التعاون معا". تقول لطيفة بحماس.
"يمكننا تبادل المعلومات عبر جميع أقطار المغرب الكبير. على سبيل المثال، ذهب والدي عبر الجزائر، ويمكن لشخص ما هناك أن يساعدني في الحصول على معلومات أو تأكيد الشائعات أو دحضها"، تقول رشيدة وهي امرأة مغربية فُقد والدها منذ عامين.
من المصيبة إلى توحيد النضال
مثلما يوحي الاسم، فإن هذا التجمع الممتد على أربعة أيام في جرجيس لا يهدف إلى إحياء ذكرى المفقودين·ات فحسب، إذ يسعى المشاركون والمشاركات في "CommemorAction" إلى التنظّم كقوة جمعياتية تحمل رسالة سياسية.
"لقد أغلقت الدولة أبوابها في وجوهنا تماما"، تقول فاطمة أم رمزي الذي فُقد سنة 2011 موضّحةً أنها تنقّلت بلا هوادة على مدى عدة أشهر من مركز شرطة إلى آخر دون أن تجد أي دعم، حتى انتهى الأمر بالأعوان إلى الإشارة عليها "بالتزام الهدوء والعودة إلى منزلها".
"ولهذا السبب أنشأنا جمعية على أمل تحقيق نتيجة ما"، تواصل فاطمة.
يحظى العمل الجمعياتي المُنجز في تونس بإعجاب الكثيرين والكثيرات. تهنئ رشيدة المغربية "الأمهات التونسيات اللواتي ينضالن منذ سنوات. نحن في المغرب لم نكن نسمع قط عن موضوع المفقودين قبل سنتين أو ثلاث".
شاركت العديد من العائلات في هذه التعبئة، خصوصا منذ عام 2011، ونظمت مظاهرات أمام المؤسسات التونسية والسفارة الإيطالية بهدف الحصول على إجابات على تساؤلاتها: هل يزال أبناؤها على قيد الحياة؟ هل لقوا حتفهم في المتوسط؟ هل دُفنت جثثهم المجهولة في مكان ما؟
ولهذا الغرض، تدعو الجمعيات منذ فترة طويلة إلى إنشاء لجنة تحقيق تونسية إيطالية من أجل تسليط الضوء على حالات الاختفاء هذه، ومن أجل تلافي غياب المعلومات الذي يؤدي إلى حرمان العائلات من الحداد على أحبابها، ويعرّضها إلى صعوبات يومية من بينها صعوبة الحصول على معونة من الدولة كان يمكن لها الحصول عليها في حال صدور حجة وفاة رسمية.
في سنة 2015، بلغت مطالبهن أخيرا قصر الرئاسة بقرطاج، وتعهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي يوم 4 مارس من نفس السنة بتشكيل لجنة تحقيق، لكنه وعدٌ لم يُوفَ به. لاحقا، قال قيس سعيد المنتخب منذ سبتمبر 2019، إنه من الضروري مكافحة "الهجرة غير النظامية"، لكنه لم يتخذ أبدا موقفا رسميا بشأن قضية المفقودين·ات.
بالعودة إلى مركز الشباب في جرجيس، تتوالى ورش الحوار الواحدة تلو الأخرى. هنا، تتطرق مواضيع التفكير إلى التحرّكات القادمة بما فيها الاعتصامات والاحتجاجات وإنشاء ائتلاف عبر وطني وما إلى ذلك، وأيضا عن الشكل الذي سيتخذه "إحياء الذكرى". جاء القرار جماعيا بتنظيم مسيرة، يوم الثلاثاء 6 سبتمبر، من مقر المعتمدية وصولا إلى البحر. لكن رؤية هذا الأخير كان لها وقعها على البعض الذين غلبتهم العبرة.
توجه الموكب بعد ذلك إلى الميناء حيث وفّر الصيادون هناك قاربيْن لحمل المتظاهرين·ـات إلى عرض البحر لإلقاء الورود تكريما للمفقودين·ات. لكن أعوان الحرس الوطني سارعوا إلى منع المركبيْن من مغادرة المرفأ بالرغم من حصول التظاهرة على ترخيص في ذلك، متعلّلين بأن القوارب لا يمكن لها أن تتجاوز 15 شخصا. اقترح بعض المتظاهرين والمتظاهرات حينها القيام بعدة رحلات بينما رفض آخرون ذلك، وفي نهاية المطاف، تنحّى المركبان بضعة أمتار عن الرصيف وأُلقيت الورود في مياه الميناء.
جرجيس، معقل الدعم لعائلات المفقودين·ات
خلال ورش النقاش التي جرت في مركز الشباب في جرجيس، أدان كثيرون التجريم الذي يتعرض له المهاجرون والمهاجرات، والذي امتد ليشمل من يسعى إلى دعمهم والدفاع عنهم مثل قباطنة قوارب الصيد.
لطالما ناصر صيادو جرجيس أسر المفقودين·ات وحشدوا الجهود على مدى سنوات لإنقاذ المهاجرين·ـات الضائعين في عرض المتوسط، معرضين أنفسهم بالتالي لخطر الملاحقة القضائية.
ألقت السلطات الإيطالية سنة 2018 القبض على القبطان شمس الدين بوراسين وطاقمه ووجهت لهم تهما بالتهريب على خلفية إنقاذ قارب مهاجرين ضائع في البحر، وقضى البحّارة شهرا قيد الإيقاف. تحرّكت أسر المفقودين إثر ذلك لتنظيم المظاهرات خصوصا أمام السفارة الإيطالية. "مظاهرة ساعدت كثيرا في مزيد الضغط على السلطات الإيطالية والتونسية" وفق قول عالمة الأنثروبولوجيا والمختصة في الهجرة فالنتينا زاقاريا المشاركة في تظاهرة "CommemorAction" والتي قضت عامين من العمل الميداني في جرجيس.
مكن هذا الحدث من إقامة تواصل بين أسر المفقودين·ات وهؤلاء الصيادين قد يستمر مستقبلا إذا ما اقتضت الحاجة. ومثلت التظاهرة فرصة لهؤلاء، ولا سيما شمس الدين، للقاء الأمهات واغتنام فرصة هذه الأيام في جرجيس ليعربوا عن تضامنهم معهن.
وعلاوة على هذه القضية، فإن المدينة بطبعها معنيّة للغاية بقضايا الهجرة. تقول المختصة في مسائل الهجرة زاقاريا أن "حقيقة تواجد جرجيس على هذه الحدود المزدوجة مع الاتحاد الأوروبي ومع ليبيا تعني أن هذه القضايا تمس بشكل كبير السكان الذين يجدون أنفسهم معنيين بها (...) لمجرد كونهم يعيشون على هذه الحدود المزدوجة".
وسواء كانوا بصفتهم أفرادا، أو تحت لواء جمعيتهم "جرجيس الصياد"، يجد الصيادون المحليون أنفسهم "بحكم الواقع المفروض" معنيين بالقضية. وبما أن مدينة جرجيس تشهد معدلات هجرة مرتفعة، يعرف الجميع بالضرورة أشخاصا هاجروا ومن بين هؤلاء فُقد الكثيرون.
"اضطر جميع الصيادين في جرجيس في وقت ما إلى إنقاذ مهاجرين. أحيانا نتلقى مكالمة بشأنهم أو نصادفهم في البحر"، يروي شمس الدين بوراسين لإنكفاضة خلال مقابلة سنة 2018 إثر اعتقاله في إيطاليا.
في نفس الموضوع
وإلى جانب عمليات الإنقاذ، يساهم الصيادون أيضا في بناء شبكة بين عائلات المفقودين·ات والمواطنين·ـات والنشطاء على كلا جانبي البحر الأبيض المتوسط. تقول فالنتينا زاقاريا أن "العديد من قوارب الإنقاذ مثل Sea Watch و Mediterranea رست في جرجيس للتعرف على الصيادين". "وعلى مر السنوات تم إنشاء روابط بين مختلف الأشخاص - في إيطاليا وفرنسا وتونس بالخصوص - ويتم تفعيل هذه الروابط الشخصية عند وقوع مشكلة ما، أو حين تنقطع الأخبار عن الأسر وتكون هنالك حاجة للحصول على معلومات وغير ذلك. بالتالي يتم تنشيط كل هذه الشبكات المختلفة لمحاولة الحصول على المعلومات".على سبيل المثال، يعمل العديد من المهاجرين والمهاجرات المستقرون في أوروبا والملتزمون بالقضية على العثور على محامين·ـيات أو القيام بتقصيات في فرنسا أو إيطاليا.
إلى جانب الصيادين، تقوم شخصيات أخرى من جرجيس بالتعبئة من أجل المفقودين والمفقودات ومن أجل حقوق المهاجرين والمهاجرات على نطاق أشمل. تلفت فالنتينا زاقاريا النظر إلى أن "هناك العديد من الأفراد والجمعيات في جرجيس الذين لا يعملون بالضرورة على مسائل الهجرة أو ليسوا نشطاء بالمعنى المتعارف عليه، ولكنهم لا يتوانون عن الانخراط في البحث عن أقاربهم أو شباب أحيائهم عندما تنقطع أنباء مركب ما".
أحد هؤلاء وربما أكثرهم شهرة هو شمس الدين مرزوق، الذي التزم وسط "مقبرة الغرباء" بتقديم دفن كريم للمهاجرين والمهاجرات الذين يلفظهم البحر على شواطئ جرجيس. في غالب الأمر، لا تتوفر لديه معلومات عن الجثث التي يكتشفها والتي لا يمكن التعرف على ملامحها. وعلى كل شاهد قبر ينقش البحّار تاريخا وبعض الدلائل التي قد تصلُح فيما بعد للتعرف على الضحايا.
خلال كلمتها أمام الحشود المجتمعة في التظاهرة وجهت الأم سعاد لمرزوق شكرا خاصا على مبادرته
"ربما يكون ابني مدفونا هناك أيضا"، تقول الأم ممتنة.
"المسؤولية على عاتق تونس وإيطاليا والاتحاد الأوروبي"
على مدى أيام التظاهرة، تحركت مشاعر الكثيرين وهم يروون قصص أحبائهم·ـن المفقودين والمفقودات. قصص تحمل غالبا إدانات ضد عدم تفاعل دولهم والسياسات الأوروبية والقيود المفروضة على حرية التنقل التي تدفع على طريق ما يسمى بالهجرة غير النظامية.
"لماذا يحق للبعض الحصول على تأشيرة في حين يحرم والدي منها؟ تقدم عدة مرات بمطلب للحصول على تأشيرة سياحية، وقوبل بالرفض مرة بعد أخرى... لماذا؟" تتساءل رشيدة بسخط وهي ترى في ذلك الدافع الذي أرغم والدها على المغادرة عبر البحر بهدف الوصول إلى إسبانيا.
لطيفة من جهتها تشدد على أن "تونس وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، كلهم مجرمون، إنهم مافيا حقيقية". ولم تخلُ الشعارات واللافتات المرفوعة خلال المظاهرة من الدعوة إلى فتح الحدود ووقف سياسة التأشيرات.
على مدى السنوات الماضية ، تعاظمت صرامة القيود المفروضة على التنقل إلى أوروبا بشكل متسارع دون أن يكون لها تأثير على وجود ظاهرة الهجرة نفسها. وفقا للباحثة فريدة صويح، فإن هذه السياسات «تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي يتحقق بها مشروع الهجرة» حيث «تخلق هجرة 'غير نظامية' تتصدى لها بلدان ضفتيْ المتوسط من خلال وضع المزيد من السياسات الأمنية». في تونس على سبيل المثال، يتجلى هذا في ارتفاع عدد المغادرات إلى أوروبا عبر صربيا، الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا تفرض تأشيرة على دخول التونسيين والتونسيات إلى ترابها.
بالرغم من هذا الواقع، لا تزال الدول ومن ورائها عدة منظمات دولية تمارس خطابا وتقر برامج تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة عبر تشديد الحدود والتوعية بمخاطر الهجرة.
في نفس الموضوع
حتى أن البعض يوجه لومه إلى الأفراد بشكل مباشر مثلما غرّد على تويتر المبعوث الخاص لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) فنسنت كوشتيل، ردا على صور المظاهرات في جرجيس، حيث ألقى باللوم مباشرة على أمهات المفقودين والمفقودات، واضعا المسؤولية على عاتقهنّ واتهمهنّ بتشجيع أبنائهن وبناتهن على الهجرة.
Grieving for the loss. But the same mothers had no problemencouraging or funding their children to embark on those dangerous journeys. Like in Senegal, symbolically prosecuting parents for putting at risk their children could trigger serious attitudinal change on death journeys. https://t.co/lRAwT4MRWA
—vincent cochetel (@cochetel) September 6, 2022
ترجمة التغريدة: "حزناء على خسارتهن. لكن هؤلاء الأمهات أنفسهن لم تكن لديهن مشكلة في تشجيع أو تمويل أطفالهن للانطلاق في هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر. وكما هو الحال في السنغال، فإن مقاضاة الوالديْن رمزيا لتعريض حياة أبنائهم للخطر قد يؤدي إلى تغييرات جدية في المواقف تجاه هذه الرحلات المميتة".
تتمسك الأمهات اللواتي تمت محاورتهنّ بخطاب شديد الاختلاف عن اتهامات فنسنت كوشتيل. تؤكد كثيرات أنهن أحطن علما بمغادرة أقربائهن بعدما ركبوا القوارب المتجهة إلى أوروبا. تقول لطيفة أنها لم تكن لديها "أدنى فكرة عن أن أخي كان يخطط للمغادرة، اتصل بي وقال: 'أنا على متن مركب وسأصل إلى إيطاليا عن قريب'. ومنذ تلك المكالمة الهاتفية، لم أسمع عنه خبرا".
سعاد من ناحيتها تتخذ موقفا واضحا ضد الحرقة وتسعى إلى ثني أي شخص عن القيام بهذه الرحلة نظرا لمخاطرها. ولكن فقدان ابنها الأكبر لم يمنع ابنها الثاني من التخطيط للهجرة. "في كل الأسر، هنالك فرد أو اثنان أو ثلاثة على الأقل يفكرون في الذهاب. لا يمكنهم السفر ولا الحصول على تأشيرة وليس باليد حيلة أخرى...".
اعتذر فنسنت كوشتيل المفوض الأممي في وقت لاحق بعد تهاطل ردود الفعل على تغريدته، لكن العديد من المنظمات دعته إلى الاستقالة بحجة أن قوله المثير للجدل هذا ليس الأول، علما أن أصابع الاتهام توجه بشكل منتظم في تونس نحو المفوضية الأممية بسبب تخاذلها عن توفير الحماية للمهاجرين والمهاجرات.
امتدت موجة ردات الفعل تجاه تغريدة كوشتيل لتشمل أسر المفقودين·ات التي أكدت أنه إلى إضافة إلى قضايا أبنائها وبناتها المفقودين·ات، فإن التنديد بالحدود وسياسات الهجرة يقع كذلك في صميم نضالها ومطالبها.
"إن نظام التأشيرات والحدود هو الذي عرّض حياة المهاجرين للخطر لا أمهاتهم. الخطأ يقع على سياسات الهجرة التي تتسبب في وفاة الأشخاص العابرين للبحر الأبيض المتوسط. لذلك سنواصل المشاركة في المظاهرات المطالبة بحرية التنقل. لا يمكن لأي كان ضرب مطالبنا بالحقيقة والعدالة في مقتل"، تقول جليلة أم أحد المفقودين.