العيش بأقل من 5 دنانير في اليوم، خريطة الفقر بالبلاد التونسية
في عدة معتمديات من ولاية القصرين، تـ·يعيش ساكن·ـة واحد·ة على اثنين تحت خط الفقر. في ضاحية المنزه الراقية بتونس العاصمة، وفي مجموعة تضم 500 فرد، شخص واحد فقط يُعتبر فقيرا.
كيف يمكن تفسير فجوات من هذا القبيل ؟ في سبيل فهم هذه الوضعية، حللت إنكفاضة إحصائيات الفقر في تونس ووزعتها على خرائط، ومن خلال هذه الأرقام، من الممكن إرساء توزيع للفوارق وعدم المساواة صلب مجموعة السكان.
ومن الممكن إرجاع هذه التفاوتات ‘إلى عوامل أخرى كالبطالة مثلا أو المستوى التعليمي أو مدى الولوج إلى المرافق العمومية. في سبيل ذلك، استخرجت إنكفاضة علاقات ترابط ذات أهمية من خلال مقارنة مختلف المعطيات.
المصدر والمنهجية المعتمدة
استندت إنكفاضة على تقرير “خريطة الفقر بالبلاد التونسية” الصادر عن المعهد الوطني للإحصاء في سبتمبر 2020 بالتعاون مع البنك الدولي.
تمثل نسبة الفقر عدد الفقراء والفقيرات في المعتمديات مقارنة بعدد سكانها. ويتم تحديد مستوى الفقر كالآتي :
في المناطق
الريفية
4.100
دينار/اليوم
في المدن
الصغيرة
4.700
دينار/اليوم
في المدن
الكبرى
5.100
دينار/اليوم
استُقيت معطيات التقرير الصادر عن المعهد الوطني للإحصاء من التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2014 ومن المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر لسنة 2015. وكان التعداد العام للسكان والسكنى قد جمع معلومات حول الخصائص الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية وتلك المتعلقة بالسكن. وعلى أساس هذا التعداد، اهتم المسح الوطني بالأسر ونفقاتها وبالتعليم والأنشطة الاقتصادية وظروف العيش.
حددت الدراستان نسب فقر مختلفة نجمت عنها نتائج متفاوتة نسبيا. اعتمدت إنكفاضة على أحدث الأرقام ألا وهي الصادرة عن المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر، وأنتجت استنادا لهذه المعطيات المجمّعة من طرف المعهد الوطني للإحصاء خريطة للفقر في تونس عبر كشف علاقات ترابط بينه وبين عدة مؤشرات أخرى.
2000
تزداد التفاوتات بينما الفقر في انخفاض
في سنة 2000، كان يعيش أكثر من فرد واحد في كل أربعة تحت عتبة الفقر. في سنة 2015، لم يعد إلا فردا واحدا من بين ستة أشخاص. في غضون خمس عشرة سنة سنة، تضاءل معدل الفقر بقرابة 10 نقاط على المستوى الوطني ما يعادل انخفاضا بقرابة 800.000 فقير·ة.
ولكن، وإن شهدت كل الجهات تراجعا في نسب الفقر، إلا أن هذا لا يعني تقلصا في الفوارق، بل بالعكس، تظل العاصمة والمناطق الساحلية مميّزة مقارنة بتلك الواقعة في داخل البلاد.
الوسط الغربي أشد فقرا بـ6 مرات من تونس الكبرى
تعتبر منطقة الوسط الغربي الأفقر في تونس وهي 6 مرات أكثر فقرا من تونس الكبرى.
تعدّ منطقة الشمال الغربي لوحدها 28.4% من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر. في سنة 2000، كانت هذه المنطقة التي تضم كلاًّ من ولايات باجة والكاف وسليانة "أفقر" بمرتين ونصف من تونس الكبرى، ولكن تزايد اتساع هذه الفجوة عبر السنين إلى أن تضاعف لتصبح هذه المنطقة الداخلية أفقر بـ5 مرات من العاصمة وضواحيها.
نسبة فقر أعلى من متوسط المعدل الوطني في أكثر من نصف الولايات
14 ولاية من بينها 11 من المناطق الداخلية تبرز نسب فقر تفوق المعدل الوطني (15.2%). أربعة منها تسجل نسبة فقر تفوق 30% أي ما يعادل ضعف المعدل الوطني.
نسبةً لعدد السكان، فإن ولاية القيروان تضم 10 أضعاف عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر مقارنة بولاية تونس. تعرّي هذه الأرقام التباينات الجغرافية وتكشف مدى تهميش المناطق الداخلية للبلاد مقارنة بالمناطق الساحلية وخصوصا العاصمة.
5 ولايات في الوسط والشمال الغربي تسجل أرقاما قياسية في الفقر
القيروان وباجة وسليانة والكاف والقصرين : هي أفقر خمس ولايات، وتقع كلها في الوسط والشمال الغربي للبلاد.
وفق دراسة حول هياكل المستغلات الفلاحية صادرة عن وزارة الفلاحة (وهي أحدث دراسة مؤرخة في 2004-2005)، فإن هذه الولايات - إلى جانب صفاقس - تضم أكبر مساحة للمستغلات الفلاحية على كامل تراب الجمهورية، في حين أنها تسجل أعلى نسب فقر.
تبين هذه المعطيات شرخا واضحا بين التنمية في الولايات الداخلية والتنمية في السواحل، مثلما ورد في دراسة حول مؤشر التنمية الجهوية صادرة عن المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية ITCEQ.
القيروان : تُعتبر كل معتمديات القيروان أفقر من المعدل الوطني، كما تعدّ البعض منها أكثر من 20.000 شخصا يعيشون بحوالي 5 دنانير في اليوم أو أقل.
الكاف :يسكن قرابة فرد واحد من كل ثلاثة أصيلي الكاف في ولاية أخرى نظرا للوضع الاجتماعي والاقتصادي ومانجم عنه من نزوح ريفي. وأملا في فرص أفضل، تتوجه الغالبية العظمى (76,5%) من هذه الهجرات الداخلية نحو تونس الكبرى.
القصرين : من بين المعتمديات الـ13 بالقصرين، تظهر 10 منها نسب فقر تفوق 30%. وفي ثلاثة منها، يعيش أكثر من فرد واحد على اثنين تحت عتبة الفقر.
باجة : في 6 معتمديات من أصل 9، يعيش أكثر من 25% من السكان تحت عتبة الفقر، كما أن المعتمديات الأفقر هي الأبعد عن تونس الكبرى.
المصدر : المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر EBCNV، لسنة 2015
القيروان، الولاية الأفقر في البلاد
يتعدى عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر في كل من معتمديات سبيخة والقيروان الشمالية والقيروان الجنوبية 20.000 ساكن·ـة. في هاته الولايات، تتخطى نسبة البطالة لدى الشباب والشابات (25-29 سنة) 30% مقارنة بمتوسط معدل وطني يساوي 14.82%.
في عديد المعتمديات من هذه الولاية التي تسجل أعلى نسبة فقر في البلاد التونسية، شخص واحد في كل ثلاثة يعدّ فقيرا حيث تتجاوز نسبة الفقر في الوسلاتية مثلا 40%.في نصر الله، أين تتجاوز نسبة الفقر 35%، يعاني ما يقرب من ربع القوة العاملة من البطالة.
شهدت ولاية القيروان أكثر من 200 حراك احتجاجي من أصل 1492 مظاهرة سجلها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في جانفي 2021. وهي الولاية التي تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد الاحتجاجات خلف القصرين وتونس الكبرى. وطالب·ـت فيها المحتجون والمحتجات بمزيد التشغيل والعدالة والرفع بوضعيتهم·ـن الاجتماعية والاقتصادية.
فوارق صارخة بين المعتمديات
يظهر التفاوت المحلي الفاضح على مستوى المعتمديات أكثر من على مستوى الولاية. مداخيل ضئيلة، إمدادات منعدمة للغاز الطبيعي وغياب توصيل بشبكة الصرف الصحي، والوصل بمياه الشرب نادر… في وسط البلاد وغربها، نلاحظ بصفة خاصة نقص التنمية وانعدام البنية التحتية.
حاسي الفريد في القصرين أفقر بـ267 مرة من المنزه.
على الـ10 معتمديات الأكثر فقرا، 5 منها تقع في القصرين
العشر معتمديات الأكثر فقرا :
- حاسي الفريد | القصرين : 53.5%
- جدليان | القصرين : 53.1%
- العيون | القصرين : 50.1%
- نبر | الكاف : 45.4%
- ماجل بلعباس | القصرين : 41.4%
- الوسلاتية | القيروان : 41.90%
- الروحية | سليانة : 40.70%
- سجنان | بنزرت : 39.90%
- حيدرة | القصرين : 39.80%
- ساقية سيدي يوسف | الكاف : 39.70%
معدلات فقر قياسية في معتمديات القصرين
في ثلاث معتمديات من ولاية القصرين، تـ·يعيش ساكن·ـة على اثنين في الفقر. وتسجل المعتمدية الأقل فقرا، القصرين الشمالية، نسبة فقر تقدر بـ18.9%، وهو معدل يفوق متوسط المعدل الوطني (15.2%).
في يوم 16 جوان 2015، تقدمت القصرين بملف لدى هيئة الحقيقة والكرامة IVD، لتحصل على صفة ”جهة ضحية“ معتبرة أنها ”تعرضت للتهميش أو الإقصاء الممنهج“ حسب مقتضيات الفصل 10 من القانون المتعلق بالعدالة الانتقالية. في تلك الفترة، استندت ولاية القصرين أيضا على مؤشر التنمية البشرية الذي كان الأدنى في البلاد إلى جانب نسبة الأمية وكذلك أمل الحياة عند الولادة لتعليل عملية إيداع الملف.
ولايات ذات امتيازات جهة تونس العاصمة والساحل
تونس وبن عروس وأريانة وصفاقس ونابل هي الولايات الخمس التي تبرز معدلات الفقر الأدنى في تونس. وبفضل موقعها في محيط العاصمة وعلى الساحل، تركز هذه المناطق معظم الأنشطة الاقتصادية والوظائف المتواجدة في البلاد، ما يجعل من التباين بينها وبين الولايات الداخلية ملحوظا للغاية.
الولايات الأقل فقرا :
- تونس العاصمة 3,5% | 36969 شخص
- بن عروس 4,3% | 27169 شخص
- أريانة 5,4% | 31109 شخص
- صفاقس 5,8% | 55414 شخص
- نابل 7,4% | 58306 شخص
تونس العاصمة : تظهر معظم مدن تونس العاصمة معدلات فقر منخفضة للغاية باستثناء عدد من المعتمديات في جنوب الولاية حيث تتركز كثافة سكانية عالية علاوة على نسيج اقتصادي هش.
بن عروس :تجذب بن عروس هجرة متزايدة وتعرف كثافة سكانية عالية : في هذه الولاية، يبلغ النمو الديمغرافي 2%، أي ضعف المعدل الوطني.
أريانة : في ولاية أريانة، تسجل معتمديتان اثنتان فقط وهما قلعة الأندلس وحي التضامن معدلات فقر تتعدى 10%. أولاهما تختص بصبغة ريفية فلاحية والثانية بكثافة سكانية عالية جدا.
صفاقس : بالرغم من نسبة فقر عامة ضعيفة نسبيا، تبرز فوارق صارخة بين معتمديات صفاقس : تعتبر معتمدية بئر علي بن خليفة الريفية مثلا بنسبة تقدر بـ17.4%، أفقر 7 مرات من صفاقس المدينة (2.5%).
نابل : تتمتع نابل بإنتاج فلاحي قوي وبسياحة شاطئية بفضل شريطها الساحلي الذي يبلغ 180 كم. وتشهد كل المعتمديات نسب فقر أقل من المعدل الوطني باستثناء حمام الغزاز (16%) وتاكلسة (19.1%).
من بين الـ10 معتمديات الأقل فقرا، 8 منها في تونس العاصمة
المعتمديات العشر الأقل فقرا في البلاد :
- المنزه | تونس العاصمة : 0,2%
- حلق الوادي | تونس العاصمة : 1,1%
- أريانة المدينة | أريانة : 1,3%
- حي الخضراء | تونس العاصمة 1,4%
- قرطاج | تونس العاصمة : 1,6%
- باب بحر | تونس العاصمة : 1,6%
- باردو | تونس العاصمة : 1,8%
- التحرير | تونس العاصمة :2%
- المرسى | تونس العاصمة : 2,2%
- صفاقس المدينة | صفاقس : 2,5%
جهة ذات امتيازات ولكن غير متساوية
كل معتمديات تونس الكبرى بما فيها ولايات تونس العاصمة وأريانة وبن عروس ومنوبة تبرز نسبة فقر أدنى من المعدل الوطني (15.2%) أو تساويه. ولكن لا يمنع هذا من وجود فوارق واسعة بين المعتمديات.
طبربة (منوبة) أفقر من قرطاج (تونس العاصمة) بقرابة عشر مرات.
أي الولايات تحتوي على أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر ؟
تُعدّ الولايات التي تسجل أكبر معدلات للفقر مثل القيروان أو القصرين، من بين الجهات التي تضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر. وتسجل ولايات أخرى -أقل فقرا ولكن ذات كثافة سكانية مرتفعة- عددا كبيرا ممن يعيشون ويعشن بأقل من 5.1 دينار في اليوم أو أقل. تظهر سوسة، على سبيل المثال، نسبة فقر تقدر بـ16.1% ورغم ذلك تعد أكثر من 100.000 ساكن·ـة يعيشون ويعشن تحت عتبة الفقر.
قرابة 200.000 ساكن·ـة في القيروان يعيشون ويعشن بأقل من 5.1 دينار في اليوم
علاوة على تسجيلها لمعدل الفقر الأعلى في البلاد، تسجل القيروان أيضا أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر بـ199.082 فرد. ورغم أن القيروان تحتوي على عدد سكان أقل بمرتين من تونس العاصمة إلا أن فيها عدد أفراد يعيشون تحت عتبة الفقر أعلى بخمسة مرات.
الولايات الخمس التي تركز أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر :
- القيروان 199082 شخص
- القصرين 144072 شخص
- سوسة 109321 شخص
- مدنين 103576 شخص
- بنزرت 99438 شخص
أين يوجد أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون بـ5.1 دينار في اليوم أو أقل ؟
مثلما هو الشأن بالنسبة للولايات، المعتمديات التي تعد أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر هي التي تسجل غالبا معدلات فقر مرتفعة. السبيخة في القيروان على سبيل المثال تعد 25.000. وتحتوي بعض المعتمديات نظرا لكثافتها السكانية على عدد كبير من الأشخاص الذين يعيشون بـ5.1 دينار في اليوم أو أقل. أما قفصة الجنوبية فتعد 15.000 بمعدل فقر يساوي (15.4%) في حين أنها بالكاد تتجاوز متوسط معدل الفقر الوطني (15.2%).
6 معتمديات على 10 التي تركز أكبر عدد من الذين يعيشون تحت عتبة الفقر تتواجد بالقيروان أو القصرين
- سبيخة | القيروان : 25245 شخص
- سبيطلة | القصرين : 24831 شخص
- بوحجلة | القيروان : 23665 شخص
- القيروان الجنوبية | القيروان : 21413 شخص
- القيروان الشمالية | القيروان : 20130 شخص
- فريانة | القصرين : 18987 شخص
- بن قردان | مدنين : 18460 شخص
- نفزة | باجة : 18038 شخص
- فرنانة | جندوبة : 17598 شخص
- باجة الشمالية | باجة : 16376 شخص
البنى تحتية، البطالة، المستوى التعليمي … ما هي مؤشرات الفقر الأخرى ؟
يرتبط الفقر بمتغيرات أخرى إلى جانب نقص المداخيل. ومن خلال المقارنة بين المعطيات المرتبطة بالفقر وتلك المتعلقة بالنفاذ إلى البنى التحتية والتعليم أو معدل البطالة، من الممكن إقامة علاقات ترابط بين مختلف المؤشرات. والفرضية هي أنه كلما كانت معتمدية ما فقيرة، كلما قل ربطها بشبكة الغاز والصرف الصحي والماء وكلما نقص فيها التشغيل أو المستوى التعليمي الجيد، إلخ.
قارنت إنكفاضة بين هذه المعطيات وحللتها لاستخراج ارتباطات بين هذه المؤشرات ومعدلات الفقر.
وحدها المناطق الأثرى موصولة بالغاز الطبيعي
النفاذ إلى الغاز الطبيعي هو من أهم علامات اللامساواة بين الجهات. المعتمديتان الأكثر ربطا بشبكة الغاز في المناطق الداخلية هما القصرين الشمالية وزغوان (بقرابة 17%). وبمقارنة معدلات الفقر والربط بالغاز، تتضح علاقة ترابط بين هذين المؤشرين : كلما كانت معتمدية ما فقيرة، كلما قلت حظوظ ربطها بشبكة الغاز.
في الجهة المقابلة، تشهد ولاية تونس العاصمة والجهات الساحلية -وهي الأثرى- مستويات عالية من الربط بالغاز، بينما لا تكاد تحظى الغالبية العظمى من جهات البلاد بهذه الخدمة العمومية.
مناطق داخلية دون ماء
رغم التزايد المستقر للربط بالمياه منذ 20 سنة، يعيش الآلاف، خصوصا في الجهات الريفية، دون توصيل للماء الصالح للشرب للآن.
فرنانة من ولاية جندوبة هي المعتمدية الأقل توصيلا بالماء في كامل البلاد. في هذه البلدة حيث يعيش كل ساكن·ـة من بين ثلاثة في الفقر، يظل ربع السكان دون توصيل بمياه الشرب. في الجهة المقابلة، كل معتمديات تونس العاصمة موصولة بالماء بما لا يقل عن 94%.
20 معتمدية داخلية دون أدنى منظومة صرف صحي
المناطق الأقل ربطا بالديوان الوطني للتطهير ONAS تقع كلها في داخل البلاد : 20 معتمدية - في القيروان والقصرين وسيدي بوزيد وقفصة ومدنين وتطاوين- لا تزال بدون أدنى ربط. في المتوسط، يقارب معدل الفقر في هذه المعتمديات 30% أي ضعف متوسط المعدل الوطني (15.2%).
وباستثناء بعض المعتمديات في صفاقس، تظهر كل المدن الموصولة بأقل من 10% بشبكة التطهير معدلات فقر مرتفعة (أكثر من 20%). يثبت هذا أيضا في الوضعية المعاكسة : أكثر من نصف المعتمديات الموصولة بـ90% أو أكثر بشبكة التطهير، لها معدلات فقر أقل من 3.65%.
كلما كان الشخص 'فقيرا'، كلما قلّت حظوظ ذهابه إلى المدرسة
في حاسي الفريد بالقصرين وهي المعتمدية الأفقر في البلاد التونسية، أكثر من ساكن·ـة على اثنين ليس لديه·ـا أي مستوى تعليمي. هذا الرقم أضعف بعشر مرات جهة العاصمة في عديد المعتمديات بتونس الكبرى حيث معدلات الفقر منخفضة جدا. يثبت ذلك في الوضعية المعاكسة أيضا : كلما كانت معتمدية ما غنية، كلما كان مستوى التعليم مرتفعا. في المنزه مثلا، وهي المعتمدية الأغنى في البلاد، أكثر من ساكن·ـة على اثنين لديه·ـا مستوى تعليمي عال. في حاسي الفريد، هذه النسبة تقدر بـ2.5%.
عموما، ومن خلال تحليل المعطيات عن معدلات الالتحاق بالمدارس حسب المستويات التعليمية، نجد دائما علاقة ترابط (تختلف درجات قوتها) ما بين المستوى التعليمي ومعدل الفقر.
نسب انقطاع مبكر عن الدراسة أكثر ارتفاعا في القصرين
3.5% من سكان وساكنات حاسي الفريد انقطعوا وانقطعن عن الدراسة في المستوى الابتدائي. أكثر من ربعهم·ـن انقطعوا وانقطعن عن الدراسة في الثانوي. هذه المعتمدية -وهي من بين الأفقر في البلاد- بما فيها من أشخاص بدون أي مستوى تعليمي، يتركز فيها أضعف مستوى تعليمي للسكان.
البطالة تزيد من حدة الفقر
في الذهيبة من ولاية تطاوين، يبلغ معدل البطالة أرقاما قياسية تتعدى 40%. وبصفة عامة، تقع الجهات التي تركز أكبر معدلات البطالة في الولايات الداخلية للبلاد.
وبالرغم من ذلك فإن علاقة الارتباط أقل وضوحا من تلك المتعلقة بالنفاذ للبنى التحتية الأساسية. وبفضل موارد أخرى، لا يُعتبر معدل البطالة حاسما بل هو عامل مشدّد.