[تمت قراءة هذا المقال بلغته الأصلية الفرنسية]
يعرض عزيز خدماته في الشارع أو في المقاهي والمنتزهات. يحاول عامل الجنس التستّر والتزام الحيطة لألّا يجلب انتباه أعوان الشرطة، دون أن يختفي عن أنظار عملائه.
في المقابل، تمارس حمروني عملها منذ تسع سنوات في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الجميع في زقاق من أزقّة المدينة العتيقة، في عبد الله قش، إحدى أهمّ مراكز عمل الجنس القانوني والمحمي من قبل الدولة.
في البدء، كانت حمروني تبيع الولاعات على الأرصفة لتغطي حاجيات أطفالها الثلاث. وفي أحد الأيام، اكتشفت أن ابنتها المدمنة على تعاطي المخدرات قد أصيبت بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
تحت وطأة مصاريف التداوي والعناية الطبية، وجدت حمروني نفسها غير قادرة على ضمان دخل لأسرتها من خلال البيعض غير المنظم. فتقرّر في يوم من الأيام التوجه لعبد الله القش لطلب عمل قصد "الحصول على مزيد من المال".
على عكس حمروني، انساق عزيز إلى امتهان الجنس بمحض الصدفة. بينما كان في سن الثالثة أو الرابعة عشر، اعترض دربه رجل أجنبي. انقضى على ذلك اللقاء أكثر من عشر سنوات، وأخذت بعض التفاصيل تتلاشى مع الوقت. يتذكر أن ذلك الرجل دعاه ليلعبا "لعبة الطبيب". رافقه الصبي عن طواعية، ولم يكن يعلم بما كان يخفي من نوايا.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.