[تمّت ترجمة وقراءة هذا المقال باللغة التونسية]
“حين يطلب بن علي شيئا، لا يسعنا إلا أن نقول نعم". ليس نبيل الشتاوي، الرئيس المدير العام السابق لتونيسار غريبا عن هذا الأمر. يوم 29 مارس 2008، عند عودته من القمة العربية، طلب منه الرئيس السابق طائرة جديدة بحجة أن طائرته الرئاسية أضحت "صغيرة للغاية".
إلا أن تونيسار لا تملك الموارد الكافية لتلبية طلب مفاجئ من هذا القبيل. هنا، يدخل المنجي صفرة على الخطّ، وهو المستشار الاقتصادي للرئيس والمهندس الأول لكل الشؤون المالية للعائلة الرئاسية، ليدفع بتونيسار لبيع أسهم على ملكها بقيمة 33 مليون دينار لصالح أقارب وقريبات بن علي.
إثر ذلك، ومن خلال مخطط مالي متقن الصنع، ضمنت العائلة الرئاسية ربحا يبلغ 7 مليون دينار بعد بيع الأسهم التي اشترتها. وباللعب على حدود القانون، عمل المنجي صفرة على تحقيق إثراء غير مشروع لدائرة الرئاسة عبر إجبار تونيسار والبنوك التونسية وعدد كبير من الشركات الأخرى على الانصياع، دون أدنى اكتراث بمصلحة المالية العمومية التونسية.
هل ساهمت هذه الأموال في اقتناء الطائرة التي طالب بها بن علي في 2009؟ رغم أن الرابط غير جلي تماما، إلا أن تزامن الأحداث كان كافيا لجذب انتباه اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد التي أُنشأت في 2011 تحت عهدة عبد الفتاح عمر.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.