لم يكن الثالث عشر من أوت 1956 مجرد تاريخ إداري أو قانوني، بل أولى خطوة في مسار إرساء دولة القانون بعد الاستقلال. ففي هذا اليوم، أصدرت الجمهورية الأولى أول تشريع لها: مجلة الأحوال الشخصية، وهو نص قانوني غيّر بشكل جذري أوضاع النساء.
وقد قُدّمت المجلة آنذاك بوصفها تصوراً "ثورياً" و"مجتهداً في قراءة النصوص الدينية"، لكنها كانت أيضاً جزءاً من مشروع سياسي أوسع قاده الحبيب بورقيبة لتحديث المجتمع وترسيخ دولة القانون.
بدأ النضال النسوي في تونس قبل سنة 1956، من خلال نساء شاركن في الحركة الوطنية، وواجهن قيود المجتمع والسلطة الاستعمارية، وفرضن حضورهن في الحياة العامة.
ورغم المكاسب المذكورة، بقيت حقوق النساء في تونس رهينة السياق السياسي. فكل أزمة سياسية كانت مؤثرة في حقوق النساء. وبعد 25 جويلية 2021، ومع التحولات السياسية الجذرية التي شهدتها البلاد، برزت أسئلة حول مدى صمود هذه المكاسب أمام خطاب سياسي متقلب، وبروز "مطالب" لتعديل مجلة الأحوال الشخصية خاصة في مادة النفقة، الميراث وتعدد الزوجات.
في هذا اللقاء الخاص، نستضيف الأستاذة الجامعية والمناضلة النسوية حفيظة شقير، والباحث في العلوم السياسية والناشط المدني والسياسي سيف الثايري الغرايري، للحديث عن تاريخ الحركة النسوية في تونس، وعلاقة مجلة الأحوال الشخصية بالمشهد السياسي، وتحديات الحفاظ على مكاسب النساء في ظل التحولات الراهنة.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.