في فيفري 2022، أعلن رئيس الجمهورية حلّ المجلس الأعلى للقضاء وتعويضه بهيئة مؤقتة تحت إشراف مباشر من رئاسة الجمهورية. خطوة اعتُبرت مفصلية في مسار العدالة بتونس، إذ كان المجلس الأعلى للقضاء يُقدَّم دستورياً كضمان أساسي لاستقلالية القضاة وفصلهم عن السلطة التنفيذية.
تلت هذا القرار إجراءات غير مسبوقة، أبرزها إعفاء 57 قاضياً دفعة واحدة، بتهم وُصفت "بالفساد أو التقصير في مكافحة الإرهاب". ورغم خطورة هذه الاتهامات، لم تمرّ عملية الإعفاء عبر المسالك القانونية والتأديبية المعتادة، ما أثار جدلاً واسعاً حول شرعية القرارات ومدى احترامها لمبادئ المحاكمة العادلة.
بالتوازي مع هذه الإجراءات، تصاعد خطاب سياسي وإعلامي يستهدف القضاة، متهماً إياهم بعرقلة الملفات القضائية ومُقدّماً إياهم كجزء من المشكلة.
في ظل هذه التطورات، تقلّصت مساحة استقلالية القضاء. أصبحت القرارات القضائية رهينة التوازنات السياسية، فيما تعاني البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة تتطلب مؤسسات قوية ومستقلة.
منذ فيفري 2022، لم يعد القضاء في تونس مجرد مؤسسة دستورية، بل محور صراع حول طبيعة الدولة نفسها: بين خطاب رسمي يرفع شعار الإصلاح، وواقع يكرّس تغوّل السلطة التنفيذية على العدالة.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.