في محيط مليان بالعنف وتجلّياتو من استهلاك مواد مخدرة وبراكاجات وغيرها، الأمهات يلقاو رواحهم في صراع يومي باش يحميوا صغارهم من الخطر. أميرة، أم لثلاثة صغار، ولدها الكبير شاغلها أكثر من غيرو. تقول: «أنا نضربو، أما هذا ما يعنيش اللي ما نخافش عليه ولا ما نحبوش.» أميرة تتبع تحركاتو، تراقب أصحابو، وتتقصّى كل خبر من أخبارو، خاصة وأنه العنف صار حاجة عادية في الوسط الاجتماعي وتسرّب حتى إلى داخل المؤسسات التربوية.
ولد سنية، في المقابل، كان من الأوائل في قرايتو، لكن مع تغيّر الظروف العائلية كي أمه ولات تخدم، تراجع مستواه الدراسي و ولّا يغيب على القراية، وتفاقمت مشاكلو مع زملاؤه والأساتذة. حتى لين مع الوقت، قرر بوه يبطلّو من القراية. أمه، ورغم شعورها بالذنب، تحاول تفهم الأسباب وتبربش على حلول، لكن تشوف زادا أن المجتمع والمحيط التربوي يلزمهم يلعبوا دور أكبر في احتواء الصغار.
من جهة أخرى، لطيفة، أم لمراهقين، قالقة برشا عليهم خاطر "مايحكيولها شي"، وتخاف لا يطلعو يقاومو في صمت. سلاف، تحمل سؤولية تفشي العنف للصور المتحركة ومواقع التواصل الإجتماعي.
حالات يبرز من خلالهم تساؤل كبير حول دور الأمهات في تربية صغارهم في مواجهة محيط يصعّب عليهم المأمورية: وين تبدأ مسؤولية الأسرة؟ وشنوة دور المجتمع والمؤسسات في حماية الأطفال وتأطيرهم؟
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.