اقتحمت ست طائرات من أسطول جيش الاحتلال الإسرائيلي في غرة أكتوبر سنة 1985 الأجواء التونسية دون أن تعيق تحليقها أي معارضة، وأسقطت قنابل يبلغ وزن كل منها طناً على مقر منظمة التحرير الفلسطينية OLP الكائن بحمام الشط في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة. وأسفر هذا القصف عن مقتل 50 فلسطيني وفلسطينية و15 تونسي وتونسية، بالإضافة إلى أكثر من مائة جريح وجريحة.
في تمام الساعة العاشرة صباحا، شنت ست طائرات سلسلة من الغارات المتتالية على عدد من المباني التابعة لهياكل منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة حمام الشط. وفيما لم تستغرق العملية سوى بضعة دقائق، خلفت وراءها أضرارا جمة. فعلاوةً على الموتى والجرحى، قُدرت الأضرار المادية بحوالي 6 ملايين دينار. وكان القصف ينم عن معرفة دقيقة بالمكان، إذ لم يستهدف إلا المنازل والمباني التي تأوي أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية أو مكاتبها، فعمد إلى محق معظمها
حدث القصف عقب تهديد توجه به رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز الذي نعت منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات بالإرهاب وتوعد بالانتقام لمقتل 3 مواطنين إسرائيليين في قبرص يوم 25 سبتمبر من السنة ذاتها (وهي عملية لم تتبناها منظمة التحرير الفلسطينية). وكانت منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك كيانا منفيا ومشرذما بين عدد من البلدان العربية، إذ طردتها قوات الاحتلال الإسرائيلية عند اقتحامها جنوب لبنان في صائفة 1982 فلجأت إلى تونس وجعلت مقرها فيها
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.