يسترجع عمر وصوله إلى سجن كتسيعوت بعد عشرة أيّام قضاها في كينيا دون متابعة للأحداث، ليجد الأسرى في حالة جوع لأيّ معلومة. ويقول إنّ قصصه عن رحلته أثارت الدهشة والتهكّم في ظلّ واقع يغلّفه الجوع والخوف والإبادة.
قبل 7 أكتوبر كان لدى الأسرى وسائط محدودة لمعرفة ما يجري: قنوات مسموح بها، راديوهات، جرائد، وأحيانًا هواتف مهرّبة. لكنها صودرت مع بداية حرب الإبادة، مما جعل الأسرى يعيشون عزلة تامة تُستَخدم كأداة عقاب وضغط نفسي.
أصبحت الأخبار تنتقل عبر ثلاث قنوات رئيسيّة: زيارات المحامين المراقَبة، المعتقلون الجدد، أو ثوانٍ مقتنصة خلال محكمة افتراضيّة. ويقول إنّ الخوف والجوع والانتماءات السياسيّة جعلت من كلّ خبر رواية متحوّلة، وأحيانًا جرى تداول أخبار “منمقة” عمدًا لبثّ الأمل في نفوس المحكومين لسنوات طويلة.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.