في هذه الشهادة، يروي عمر تجربته في زنزانة جديدة بعد أشهر من الاعتقال، حيث وجد نفسه وسط أسرى من فصائل مختلفة، في بيئة عنيفة بعد أحداث 7 أكتوبر. يصف شعوره بالخوف حين أدرك أن هويته الحقيقية وعمله قد يكونان معروفين للآخرين، والخطر النفسي والاجتماعي الذي رافق هذا الإدراك.
يتوقف عند أهمية العلاقة التي كونها مع أسامة وسيف، اللذين أصبحا سندا له في مواجهة المعاناة اليومية: الألم الجسدي بسبب تفشي مرض الجرب، صعوبة الاستحمام، العزلة داخل زنزانة ضيقة، ومنع الخروج إلى الفورة في الساحة، وكل تحد صغير يتحول في السجن إلى اختبار للبقاء. لكنه يروي أيضًا اللحظات الإنسانية: الحديث الطويل في فورة واحدة عن الهويات الجندرية والميول الجنسية، الضحك المكتوم وسط الألم، الشعور بالأمان حين يقدّر الآخرون جهده ووجوده.
هذه الشهادة ليست مجرد قصة خوف أو صداقة، بل عن الجسد والهوية في ظروف قاسية، وعن كيفية إدارة الحياة اليومية داخل السجن تحت نظام صارم يحدّ من التواصل مع العالم الخارجي، حيث كل فعل صغير مثل الاستحمام، الحديث أو الحركة، يتحوّل إلى علامة على البقاء.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.