في هذه الشهادة، يروي عمر تجربته مع الجرب داخل السجن بعد أشهر من الاعتقال، وكيف انتشرت العدوى تدريجيًا حتى أصبحت واقعا يوميا يعيشه أغلب الأسرى. يبدأ من اللحظة التي انتقل فيها من زنزانة إلى أخرى فحمل القمل دون أن يعلم، إلى الأسابيع التي قضاها في نتف شعر جسده بأصابعه ومحاولة التخلص من الحشرات في غياب أبسط أدوات النظافة أو العلاج.
يتوقف عمر أيضا عند الأثر النفسي والاجتماعي للمرض داخل المساحة الضيقة: الإنكار في البداية، القلق من نظرة الآخرين، الطرافة السوداء التي ولّدتها الضرورة، ثم الخوف بعد التحرر من أن ينقل العدوى لأهله وأصدقائه رغم تأكيد الأطباء أنه لم يعد معديًا.
هذه الحلقة ليست رواية عن مرض جلدي فقط، بل عن الجسد حين يصبح مادة للعقاب، وعن أساليب التعذيب البطيء التي لا تُرى في الصور ولا تُوثّق بالكاميرات. عن حياة تُدار داخل السجن تحت شروط هشّة: نقص العلاج، قلّة الطعام، الجوع، الوهن، البواسير، الكسور غير المعالجة، والفكرة البسيطة التي تتكرر طوال الوقت، أن ما يمكن علاجه رمزيا في الخارج قد يتحول في الأسر إلى جحيم طويل.
إنكفاضة بودكاست هي أول منصة رقمية من نوعها مخصصة كليا للإنتاجات الأصلية للبودكاست في تونس. أطلقها موقع إنكفاضة بالتعاون مع إنكيلاب مخبر البحث الرقمي والتطوير التابع له. في خضم العدد الهائل والمتزايد لإنتاجات البودكاست في العالم (وهي إنتاجات صوتية أصلية متوفرة عند الطلب)، انضمت إنكفاضة للمغامرة سنة 2017 حين انكبّ الفريق على إنتاج أول وثائقي سمعي تونسي يتمثل في غوص غير مسبوق في الكامور : اعتصام في قلب الصحراء. منذ ذلك الحين، ضاعفت إنكفاضة بودكاست إنتاجاتها من وثائقيات وبرامج و مقالات مسموعة مُدمجة على خلفية موسيقية، وقصص أخرى تتناول مواضيع شتى متعلقة بالإشكاليات الراهنة والحالية، في سبيل توفير انغماس أعمق وتجربة بديلة. بالإضافة إلى خصوصية الإنتاجات الأصلية القائمة حصراً على وسائط سمعية، تتبنّى إنكفاضة بودكاست مبادئ وقيم الموقع الأم inkyfada.com المتمثلة في إصدارات ملتزمة ودقيقة وذات جمالية وجودة عاليتيْن. إلى جانب الفريق الدائم، تتعاون إنكفاضة بودكاست عن كثب مع صحفيين وصحفيات وفنانين وفنانات ومصممين ومصممات وموسيقيين وموسيقيات ومختلف صانعي وصانعات المحتوى، قصد تقديم إصدارات متنوعة وفي سبيل دعم الوسط الفني. يكمن الفرق بين البودكاست وبين المحتويات المُذاعة على قنوات الراديو التقليدية خاصة في ما تتخلله من عمل جسيم على الإخراج والمونتاج الأشبه بالتقنيات السينماتوغرافية. هذا بالإضافة لكونها موجهة للاستعمال على شبكة الإنترنت ومتوفرة للتحميل المجاني والاستماع عند الطلب. إنتاجات إنكفاضة بودكاست تقدم للمرة الأولى كذلك ترجمات تحتيّة متوفرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لكل المحتويات السمعية المحكيّة أغلبها باللهجة التونسية، أو باللغة التي تـ·يخيرها المتدخلة أو المتدخّل.