تستعرض سلسلة 'ناس مشبوهة' عناصر من تجارب بعض الأشخاص المسجّلين·ـات (أو المدانين·ـات) من قبل أجهزة المخابرات الفرنسية في تونس (بين عامي 1910 و 1930). يتمّ في الغالب تتبّع هؤلاء لأغراض سياسية، كما يمكن أيضًا مراقبة 'النّاس المشبوهة' (ومعظمهم من الرجال المسلمين) بناءً على دوافع مختلفة. تحاول سلسلة المقالات هذه استنطاق ملفات الشرطة المكتوبة منذ قرن مضى كمحاولة لفهم التجربة الاستعمارية من خلال المنظور الأمني. تستمد 'ناس مشبوهة' مصادرها من السجّلات المسمّاة بنفس الاسم (أي Gens suspects بالفرنسيّة) والمحفوظة في الأرشيف الوطني.
"إن الانطباع الإيجابي الذي كوناه عنه قد انقلب إلى النّقيض تمامًا [...]. وسعيه الدّؤوب إلى التّسلّل وشخصيّته المثيرة للفضول[...] وطلبه الالتحاق بجبهة القتال وخاصّة ضمَّه إلى جهاز المخابرات، [...] [تجعل منه] رجلًا خطرا: يبدو قبل كلّ شيء مختلّا نفسيّا".
"تُشير المعلومات الاستخبارية إلى أن السيدة هيرفي اعتنقت الإسلام. كما أنها مواظبة على الاختلاط بـ"الشباب التونسي"... ويبدو أن الهدف من هذه المحادثات يكتسي صبغة سياسية".
عُرف ألبير بسيس خاصة بمشاركته في المفاوضات حول الاستقلال الداخلي لتونس عام 1955. غير أن المسيرة القومية لهذا المحامي التونسي من أصل يهودي تعود في الواقع إلى أوائل القرن العشرين مع مشاركته، من ضمن أمور أخرى، في إحداث لجنة يهودية إسلامية استهدفتها السلطات الاستعمارية برقابة مشددة.