اعتبارا من 14 جانفي 2011، لم يعد هذا اليوم يمثّل عطلة رسميّة، كما أنّ الهالة المنفرة والمزعجة المحيطة بالرّقم "7" أصبحت أشبه بشبح. بعد مضيّ عقد من الزّمان وعدد لا يُحصى من الحملات الانتخابيّة، تنضّدت ذكرى عهد بن علي، بين الحنين المخضرم، والرّفض أو اللّامبالاة.
تتغذّى الذّاكرة من الحقائق، ولكنّها تتغذّى أيضا ممّا لم يُقل. ومن الممكن اليوم مقاربة هذا من خلال نظرة تاريخيّة على عهد بن علي، المُنصّب رئيسا للجمهوريّة التونسيّة صباح يوم السّبت 7 نوفمبر 1987.
" نجم حلّ محلّ آخر"
خطب زين العابدين بن علي على موجات الإذاعة الوطنيّة مع السّادسة والنّصف صباحا معلنا أنّ الحبيب بورقيبة لم يعُد مؤهّلا لممارسة مهامّه، واضعا حدّا لثلاثين عاماً من الحكم البورقيبي:
إنّ التضحيّات الجسام التي أقدم عليها الزّعيم الحبيــب بورقيـبـة أوّل رئيس للجمهورية التّونسيـة رفقة رجـال بررة في سبيل تحريـر تونــس وتنميتها لا تحـصى ولا تعـدّ [...] أمـام طوال شيخوخته واستفحـال مرضـه نعلــن اعتمـادا علــى تقريــر طبّـي أنّـه أصبـح عاجـزا تمامـا عن الاضطلاع بمهام رئاسة الجمهورية.[...] فلا مجـال فـي عصرنا إلى رئاسة مدى الحياة ولا لخلافـة آليـة لا دخـل للشعب فيها.¹
وهكذا، حلّ الوزير الأوّل، الذي كان في نفس الوقت وزير الدّاخليّة، محلّ رئيس الجمهوريّة. لكن " المحرضين على الانقلاب على بورقيبة كانوا من دائرة المقرّبين منه. إذن، السّابع من نوفمبر 1987 لم يمثّل إطاحة بالنّظام البورقيبي بقدر ما كان استمرارا وتواصلا للنّظام الذي تأسّس منذ الاستقلال، لكن دون بورقيبة[...]²."
أظهرت العديد من الأعمال التي تناولت ما جرى خلف الكواليس السّياسيّة في ذلك اليوم، أن ما حدث فعلا، بين خلافات حزبية وأسرية، معقّد للغاية. ولكن بعيدًا عن مكائد البلاط والاقتتال الداخلي، فإن تبعات الزلزال تقول الكثير أيضًا عن الزلزال نفسه.
على بعد كيلومترات من قصر قرطاج، داخل مكاتب تحرير صحيفة لابراس في نهج باش حانبة وسط تونس العاصمة، خلق هذا التّغيير في منصب الرّئاسة نوعا من الانحراف الزّمني. يعود ذلك لكون الصّحيفة قد أصدرت في ذلك اليوم عددين، واحد مع بزوغ الفجر كالعادة، والثّاني، بصفة استثنائيّة، بعد الظّهر.
يتغنّى العدد الأوّل بخصال الحبيب بورقيبة بعناوين من قبيل " رَبح بورقيبة رهانه على المرأة" وجُمل من نوع " بورقيبة والمرأة، إنه عَمل مجيد، ثورة لم يتجرّأ كثيرون من رجال عصرنا عليها، ولقد تجرّأ المجاهد الأعظم."
أمّا العدد الثّاني فكان يحتفي بوصول زين العابدين بن علي إلى السّلطة. ونقلت صفحته الأولى بيان الرئيس الجديد بعنوان "معًا ندخل عهدا جديداََ"، في حين لم يطرأ تغيير على العناوين الأخرى. وبعيدًا عن تأثير هذا اليوم، فإن المسألة تتعلّق بفهم ما حدث في 7 نوفمبر 1987 داخل هيئة تحرير صحيفة لابراس، وما الذي دفع للتّسريع في طبع " إصدار خاص يقدم سرداً للحدث التاريخي الذي مرّت به تونس" (على حدّ تعبير التوضيح الوارد في الصفحة الأولى لعدد 8 نوفمبر 1987).
"إصدار خاصّ : نشرت صحيفة لابراس عشيّة يوم أمس إصدارا خاصّا بالألوان لتنقل الحدث التّاريخيّ الذي شهدته تونس. جدير بالذّكر أن عددا من النّسخ تمّ توزيعها في البرلمان خلال مراسم تأدية القسم الدّستوري. وقد نفدت النّسخ المطبوعة في غضون بضع ساعات." مقتطف من الصّفحة الأولى ليوم 8 نوفمبر 1987.
هذا الإصدار الذي قرأه النواب خلال أداء بن علي للقسم، وضع الصحيفة محلّ استهزاء الصحافة الفرنسية: " في غضون ساعات قليلة، حلّ نجم محلّ آخر" حسب تعبير مقال من لوموند³. لكن هذا العدد الثاني لم يحظ بترحيب معمّم بين صفوف هيئة التحرير. “لم أشعر يوما بهذا الكمّ من العار"، يستحضر خالد الطبربي (ناقد موسيقي) الذي كان حاضرا آنذاك. "لن أنسى أبدا ذلك الدّشّ البارد"، تروي سعاد بن سليمان (صحفيّة ثقافيّة ومسرحيّة). وقد تعود فظاعة هذه الذّكرى الموجعة، بالنسبة للبعض، إلى كونها مثّلت دوّامة عاطفيّة عنيفة.
" دشّ بارد"
على إثر سماع نبأ إقالة بورقيبة في الصّباح الباكر على موجات الإذاعة، تهافت·ـت الصّحفيّون·ـات على مكتب لابراس، حتّى أولئك اللّذين واللّواتي لم يخطّطن·ـوا لقضاء يوم سبتهم·ـن هناك.
"تخلّصنا من ثلاثين عاما من الديكتاتورية، وكنا سعداء للغاية! [...] أخبرنا أنفسنا أنّنا 'سوف نتولى مسؤولية صحيفتنا'، 'لا مزيد من أخبار الرئيس في الصفحة الأولى، لا يوجد رئيس في الصفحة الأولى من هنا فصاعدا' ... كانت إثارة لا توصف، لعلع الكلام في أرجاء المكان، الكثير من الأمل، والكثير من البرامج، بالنّسبة لنا كنّا نعتقد أنّنا سنصبح صحافة حرّة أخيرا." سعاد بن سليمان.
كانت البهجة ملموسة في أنحاء هذه الصّحيفة العموميّة التي ما فتئت تنشر مقالات إفتتاحيّة مدحيّة وصورًا للرّئيس بورقيبة على الصّفحة الأولى لكلّ عدد تنشره. كما تـ·يشهد الصحفيون·ـات على الغليان غير العادي الذي انتابهم·ـن، وشعور الارتياح الذي راودهم·ـن لرؤية نهاية الحكم البورقيبي. " لقد أصبح بورقيبة مسنّا للغاية. في الفترة الأخيرة من عهده، بدأ في لفظ كلام غير ذي معنى" على حدّ تعبير خالد الطبربي. من جهتها، تقول سميرة دامي (الناقدة السينمائية): "كان لدينا شعور بأنه لم يعد بإمكان بورقيبة البقاء في سدّة الحكم، فقد كانت البلاد تعيش فوضى و توترا بشكل لا يُطاق".
غير أنّ هذه الفرحة لم تدم طويلا. على إثر محاورات ونقاشات حامية، توجّه الصّحفيّون·ـات إلى مكتب مدير لابراس، صلاح الدّين المعاوي (تُوفّي سنة 2019)، وعرضوا·ـن عليه تصوّرهم·ـن الجديد للصّحيفة. لكنّ هذا الأخير لم يتجاوب بالطّريقة المتوقّعة.
" أنصت إلينا ثمّ قال 'حسنا، فليعد كلّ منكم إلى مكتبه، سوف نصدر العدد الاستثنائي بمناسبة 7 نوفمبر'"، تستذكر سعاد بن سليمان.
تسترسل سعاد قائلة " كنا جميعًا على الدّرج، وكنا في حالة اضطراب هائل، وفجأة تملّكنا الهدوء وبدأنا ندرك ما سيحدث". ما أذهل الصّحفيّة ونظرائها وقتها كان السرعة التي تم بها اتخاذ قرار إصدار عدد إضافيّ لمرافقة الحدث.
" تمّ تغيير الصّفحة الأولى ونحن نيَام!"
في صباح ذلك اليوم، انتشر فريق لجمع نُسخ العدد البورقيبي التي تمّت طباعتها في اللّيلة الماضية وتوزيعها مع بزوغ الفجر لدى أكشاك الصّحف، لإفساح المجال للعدد الثّاني المتعلّق بالشّؤون الجارية. وقد يبيّن لنا هذا السّباق ضدّ الزّمن، الضرورة التي أولتها الصّحيفة لمواكبة الحدث المدوّي.
"بالنسبة لي، كان ينبغي الانتظار. هذا التّحوّل كان متسرّعا وسيّئا. قيل لي أنّ التّقنييّن جاؤوا مبكّرا لتغيير الصّفحة الأولى، إذن كان كلّ ذلك نتيجة تخطيط مسبق. تمّ الاتّصال بصلاح الدّين المعاوي خلال اللّيلة السّابقة وإلزامه بتغيير الصّحيفة. انكبّ فريق كامل على إنجاز هذا في الفجر، لا يمكن أن يكون هذا عمل رجل واحد. تمّ تغيير الصّفحة الأولى ونحن نيام !". سميرة دامـي.
تؤكد شهادة خالد الطبربي أنّ النّسخة الثّانية كان مخطّطا لها منذ البداية: “ الوحيد الذي لم تبدُ عليه بوادر المفاجأة كان معاوي. قرار إصدار نسخة ثانية من الصّفحة الأولى تمّ اتّخاذه من قبل اثنين أو ثلاثة مستشارين. كان عبد الوهاب عبد الله⁴ قد هاتف هيئة التحرير، في حركة تشبه الغيستابو الألماني إلى حدّ ما".
في هذا السّياق، تبيّن سعاد بن سليمان الدور الذي لعبه المدير السابق لصحيفة لابراس، مشيرة إلى إمكانيّة تعرّضه للإجبار لإطلاق العدد الثّاني: "بصرف النظر عمّا هو سياسي، كان معاوي رئيس تحرير ممتازا قبل أن يصبح مديرًا.. وكان يُعتبر محرّكا جيدًا للمجموعة. لكن هذه صحيفة حكومية، إذن على معظم الصحفيين الإشادة ببورقيبة، لم يكن هنالك خيار آخر. طالما أنها ليست جريدتك الخاصة، فلا خيار لك".
" رهان بورقيبي" و "الأمل" عنوانا المقالتين الافتتاحيّتين للإصداريْن الأوّل والثاني على التّوالي ليوم 7 نوفمبر 1987.
ومع ذلك، لا يتشارك الجميع هذا الشّعور بخيبة الأمل من الإصدار الثّاني. بحسب حميدة بن رمضان (صحفي سياسي ومدير جريدة لابراس من جانفي 2011 إلى جانفي 2012)، فإن العدد الصباحي ضمّ " افتتاحية باللغة الخشبيّة التي تميّز بها ذلك الوقت"، بينما كانت الافتتاحيّة الصّادرة بعد الظهر شاهدةََ على " يوم تاريخيّ" وكانت نتيجة " قرار جماعي لهيئة التحرير".
ويضيف المدير السّابق : "جميعنا ساندنا ما حدث، كنّا محاصرين في غرفة خانقة ينقصها الأكسجين، وفجأة انشقّت فتحة!". " يوم 7 نوفمبر 1987، فُتحت أبواب الأمل على مصراعيها، في وجه البلد، والشّعب، والحكومة. انضمّ الجميع لمهمّة إنقاذ هذا البلد⁵".
وعلى هذا المنوال، تباينت ردود الفعل على إثر إقالة بورقيبة وإصدار العدد الثّاني. حسبما يستحضر خالد الطبربي حيث "كان بعض الزّملاء مصدومين، ولكن كان هناك من انطلق مباشرة في مدح بن علي في حين كان ليلتها يشيد ببورقيبة. هناك من لم يتأخّروا في قلب ستراتهم، وآخرون انتابهم الرّعب."
لسميرة دامي ذكرى مشابهة، حيث تستحضر ذلك اليوم الذي اختلطت فيه المشاعر والتّعاليق بين التّأييد : " أجل، كان ذلك ضروريّا، كان يجب إنقاذ بورقيبة من نفسه"، و بين المعارضة :" إنّ هذا انقلاب طبّيّ".
" هذا الرّئيس الجديد قادر على إخراج الدّبّابات إلى شوارع تونس إن لم تسر الأمور يوما حسب هواه".
تتذكر سميرة دامي إذن أنواعًا مختلفة من ردود الفعل: آراء متباينة أو متشككة أو حتى ساخرة: "بالنسبة للصحفيين في قسم 'الثقافة'، فإن إحساسهم المرهف لم يخنهم وأدركوا أنه كان ديكتاتورًا، وأنّه كان يقوم بعرض زائف، وأنه كان عسكريّا". وتواصل الصّحفيّة الشرح، دون أن تنبس باسم الرئيس السابق بن علي، أنّه كان بعض الناس قلقين·ـات وقد عايشوا وعايشن هذا التغيير الوحشي "بألم" معتبرين إيّاه "خيانة لبورقيبة". أخيرًا، كان هناك المتحمسون·ـات، الذين واللّواتي أرادوا وأردن أن تكون لابراس مواكبة لأحدث التطورات وتتماشى مع "التغيير" و "وعود الديمقراطية".
كان لرد الفعل الأخير هذا الغَلَبة على محتوى الصحيفة. فعلى مرّ ذلك اليوم والأيّام التي تلته، ما فتئت أعمدة الصّحيفة تعبّر عن ضرورة الإيمان بالتّجديد... فلا مجال للتنازع أو طرح الاسئلة، حتى الخفيّة منها، في هذه " الواجهة الحكوميّة" على حدّ تعبير سعاد بن سليمان.
السّرعة التي رافقت إنجاز العدد الثّاني وتوزيعه في أكشاك بيع الصّحف وحتّى في قاعة الجلسات العامّة في مجلس النّواب تدلّ على إرادة تهدف إلى ترسيخ الحدث وتحقيقه. من خلال الاعتراف الفوري بما حدث، لم تفسح وسائل الإعلام مجالا للاحتجاج أو المساءلة الشّعبيّة. ومن خلال أداء استعراضي، جعلت الإذاعة والتّلفاز ووسائل الإعلام الحكوميّة هذا الحدث رسميّا لا جدال فيه، وتحوّلت الكلمة إلى فعل.
"السّادة الوزراء الحبيب عمّار وصلاح الدّين بالي يقرءان بتمعّن الإصدار الخاصّ لـ'لابراس'، يوم السّبت تحت قبّة البرلمان. صورة لـ أ. الزواوي" مقتطف من الصّحيفة يوم 8 نوفمبر 1987.
"تفكك" الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي خلال سنوات بورقيبة الأخيرة دفعت بالبعض للالتحاق بالرّكب والتّحمّس له بحسب الصحفيين·ـات الذين واللّواتي تمت محاورتهم·ـن. تتذكر سميرة دامي شعور " الانتعاش" الذي هزّ النفوس في ضوء "الإعلانات الديموقراطية لبيان 7 نوفمبر".
"ما كُتب كان صريحاََ، لقد آمنّا فعلا في البداية بالعهد الجديد".
تعكس هذه النغمة المريرة نوعًا ما خيبة الأمل التي أعقبت أوائل التسعينيات، عندما "أعلنت الصّفّارة نهاية الفسحة" على حد تعبير الصحفيّة.
إلا أن الصحفيين·ـات في قسم "الثقافة" يعترفن·ـون بالامتيازات النّاتجة عن تموقعهم·ـن على هامش السياسة، وذلك منذ عهد بورقيبة. يقول خالد الطبربي: "لم تكن هنالك مبادئ توجيهية في الثقافة، الصفحة الثقافية في جريدة لابراس بين السبعينيات والثمانينيات كانت رائعةً، فردوساً، دولةً داخل دولةِِ، كانت الثقافة لا تُمسّ".
المـَـاضي مرآة الحــَـاضر
بالنسبة للصحفيين والصّحفيّات الأربعة الذين واللّواتي تمت محاورتهم·ـن، فإن الرّابط مع تاريخ 14 جانفي 2011 يكاد يكون منهجيّا. أحداث 7 نوفمبر 1987 تتشابه مع أحداث 14 جانفي 2011 من حيث رمزيّتهما للتّحوّل من نظام ديكتاتوري إلى واقع مجهول ولكن أكثر تفاؤلا. "لقد كانت نفس الحالة الذهنية" كما تؤكد سعاد بن سليمان التي، على الرغم من "خيبة الأمل" السريعة، تعتبر أن "التغيير الحقيقي" لم يحدث إلا بعد الثورة. وتضيف سميرة دامي: "مع الثورة، كان الأمر بمثابة ثقل قد انزاح، كان جنونًا، وكنا أحرارًا".
غير أنّ هؤلاء الصحفيين·ـات لا يمنحن·ـون نفس الحمل الرمزي لهذين اليومين، كما أنّ قراءتهم·ـن للحدثين لا تستند إلى نفس الإطار التحليلي. بالنسبة لحميدة بن رمضان، الذي أيّد صعود بن علي إلى سدّة الحكم، فإن 7 نوفمبر قد "فتح أبواب الأمل"، ويقول: "في 14 جانفي، للأسف، لم يحالفنا الحظّ".
وهكذا، فإنّ ذكرى السّابع من نوفمبر 1987 تتشابك في الأذهان مع تلك التي تعود لـ14 جانفي 2011. ولكن في الواقع، لا وجود لأوجه شبه، ذلك أنّ السّابع من نوفمبر كان حدثا سياسيّا بامتياز جرى وراء الأبواب الموصدة، في حين أنّ 14 جانفي حمل في طيّاته نفساً اجتماعيّا وجماهيريّا.
ومع ذلك، يتصادم الاثنان في الذاكرة. من باب المقارنة، يتم تقييم التاريخين من حيث عواقبهما والتغيير النّاتج عنهما. نفس الحركة تربطهما وتفصلهما، وأحدهما أفضل من الآخر. يُنظر إلى كليهما على أنهما نقاط تحول تؤثّر على الأنفس لشدّة نُدرتها. وهكذا يصبح الماضي نوعًا من الإحالة التي تؤدي بنا إلى ربط ما يحدث اليوم بما حدث بالأمس.