الجناح الرئاسي التابع للنزل الكبير بقرقنة حيث وضع فريقنا الصحفي أوزاره. هذه البناية تمّ توضيبها خصّيصا من أجل الزيارة الأولى والأخيرة لبن علي قبل خلعه.(تصوير أمين عيسى)
انطلقت المغامرة باختيار وسيلة النّقل التيّ ستتيح لنا التنقّل في الجزيرة والقيام بعملنا. كنّا نملك ميزانية مخصّصة للنقل. وكان بالامكان التعويل على سيّارات الأجرة لقضاء حاجتنا، غير أنّنا آثرنا أن نتّبع أسلوبا رتيبا وربّما بطيئا في التنقّل. اخترنا امتطاء الحافلة او القارب أو الدراجة.
لم يكن ذلك الاختيار اعتباطيا، فالهدف الأساسي من مغامرتنا التحريرية هو تعطيل عجلة الزمن بعض الشّيء والقطع مع اللهفة والصحافة السريعة واتاحة الفرصة من أجل الاحتكاك أكثر ما يمكن من الوقت مع الناس والتحدّث اليهم والانصات الى حكاياتهم والعيش معهم والتعمّق في مشاغلهم.. كلّ ذلك من أجل انتاج مضامين صحفية متأنّية وذات روح وعمق وجودة على عكس المضامين الأخرى التي يتمّ انتاجها بشكل سريع وغير مدروس ومخطّط لها بشكل مسبق فتأتي بلا ميكانيكية وبلا روح.
لن نذيع سرّا اذا قلنا انّ التنقل عبر وسائل نقل خفيفة يلُوحُ أمرا صعبا وبطيئا غير أنّه يتيح امكانية عيش مغامرة جميلة تتمثّل أساسا في الالتقاء بالناس، على طريقة الصحفيين الرحّالة على غرار رافائيل كرافت وغيره.
الخطوة الثانية، بعد العمل الميداني، ستكون الانغماس في في الصياغة والتحرير، لذلك فانّنا نحتاج الى مكان هادئ مزوّد بالانترنات حتى نتمكّن من المتابعة اليومية لما ينتجه الفريق. وقد شاءت الصدفة أن نجد أنفسنا في هذا القصر.
للوهلة الأولى فكّرنا في العمل داخل قاعة مظلمة ورطبة تقع على مقربة من مرفأ السيارات التابع للنزل غير أنّ الندوات المقامة من قبل اتحاد المحلى للشغل و شركات الخدمات اجتاحت المكان ما أجبرنا على تغيير وجهتنا، وجعل ادارة النزل لا تعرف اين توجهنا للعمل قبل أن تستقرّ في نهاية المطاف على ان تمنحنا جناحا خاصا يطلّ على البحر و مجهز بطاولة عمل وارائك فسيحة.
الجناح الرئاسي التابع للنزل الكبير بقرقنة حيث وضع فريقنا الصحفي أوزاره. هذه البناية تمّ توضيبها خصّيصا من أجل الزيارة الأولى والأخيرة لبن علي قبل خلعه.(تصوير أمين عيسى)
لم نكن فى حاجة لطلب المزيد. ومن مضحكات الزمن أنّنا عندما كنّا نتجاذب اطراف الحديث اياما بعد ذلك لم نتعجب عندما قال احد سكان الجزيرة ان الجناح الذى نسكنه فى هذا النزل (اليوم في حالة افلاس) استقبل فى السنوات الماضية، في يوم من ايام الصيف، عائلة بن علي. ودون شك فان هذا الاخير قد كان منبهرا بالمنظر الجميل المطل على الجهة الشرقية للبحر و فكّر في ان تطال قدماه الجزيرة قبل ان تتم تنحيته من الحكم بعد ثورة 14 جانفي.
"هل فقدتم صوابكم".. هكذا تكلم سائق التاكسي الذي يركن سيارته يوميا امام النزل الكبير بسيدى فرج مترقّبا نزول عدد من فريق التحرير .. "هؤلاء الناس لا يفهمون شيئا، فالقصص الحقيقية التّي تهم الناس وكذلك الصحفيين هم يعرفونها حق المعرفة. ما هو الموضوع الذي تشتغلون عليه الآن؟ الصيد بالكيس؟ هل أنتم جادّون في ذلك؟".
اختلطت عليه الافكار ولم يعد يعرف ما يقول، ومن المؤكّد أنّ في كانت تَجُولُ بتلك الأفكار المسبقة، فعندما يحطّ صحفي الرحال فى قرقنة فانه سيتطرّق حتما الى الاحتفالات والتظاهرات الفلكلورية في الجزيرة التى تقام كل سنة لابراز الزي التقليدى للجزيرة وعاداتها و تقاليد هذه الجهة.
سائق التاكسي بدا متحمّسا جدّا لدى حديثه عن خصوصية قرقنة حتّى أنّه أمطرنا بجملة من الأسئلة الاستنكارية: لماذا نتحدّث عن اجتياح الكيس، عن التجاوزات التى يقوم بها البحارة الذين انهكتهم الديون او عن انتهاك الثروات البحرية. كل صحفي يأتي الى جزيرة قرقنة للحديث عن الصيد يجب ان يتحدث عن ذلك من زاوية العادات والتقاليد وعن الطبخ وما شابه ذلك. هل لديكم علم بطريقة طبخ القرنيط مثلا؟ هل أعلموكم بذلك"؟
قرقنة بجمالها الخلاب ومشاهدها التي تحاكي البطاقات البريدية تَلُوحُ في الأفق شامخة بنخيلها وساحاتها الفسيحة الخالية من أكياس البلاستيك المتراكمة في كل مكان، وقواربها الرابضة وفنادهقها المطلة على البحر. بالتوازي مع كل ذلك الجمال، ماتزال هذه الجزيرة تمتلك الكثير لتقدمه الى جانب ما ظهر من المناظر . هي أرض شاسعة يجب التجوال فيها بتأنّي وانتباه من أجل التمكّن من فهمها وعدم الضياع فيها.
اخترنا، رفقة فريق المتدرّبين، التجول على متن درّاجات مجهزة بآلة تصوير ثابتة GoPro وآلة تسجيل ما أتاح لنا تقدير المساحة التى تقسم البلدات الصغيرة المتناثرة على أرض الجزيرة. ومن الشمال المغطى بالرذاذ الى الجنوب الذى تربطه العبّارة بالمدينة نجد أنفسنا نتطارح سؤالا مليئا بالمعاني: هل نحن دائما على الجزيرة ذاتها.. فكل قرية نمرّ بها للاستراحة تحت الظل وشرب الماء او احتساء قهوة كأنّما تريد الحديث الينا عمّا تختزنه من موروث وحكايات قد تختلف تماما عمّا يجاورها من قرى.
في رحلة البحث مع مالك وعلي وجوليان عن حقيقة ارتفاع منسوب مياه الأرخبيل. رحلة البحث شملت كذلك الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه. (تصوير أمين عيسى)
و على امتداد شارع البيئة في رملة، مدينة تمثّل العاصمة الادراية للجزيرة، يوجد مقهى قبالة الطريق تستطيع انطلاقا منه النظر الى مستعملى التاكسي والدراجات النارية والشاحنات المجهزة لنقل ما تم اصطياده الى سوق السمك بسيدي يوسف.
وعلى الجدران صور بالابيض و الاسود واخرى لفرق كرة القدم المحلية وصور قديمة لميناء صفاقس. وبين حكايات المتقاعدين عن العمل والشباب العاطل عن العمل الذى يشرب السيجارة الواحدة تلوى الاخرى نقف على أحد المظاهر الاخرى من نمط العيش فى الجزيرة والذي يصنع في مجمله جانبا من الفلكلور المحلي للجزيرة.
هنا لا حديث الّا عن شركة بتروفاك التي باتت منذ ايام قليلة في قلب الأزمة الاجتماعية التي تعصف بمتساكني الجزيرة خاصّة مع بروز بوادر جدّية تؤشّر لموسم سياحي غير ناجح. قرقنة تمتلك كل المقاييس لتكون جنة صغيرة على الارض. هي في الحقيقة ارخبيل بين ضفّتين، روغم ذلك فانّها تعاني ندرة في فرص العمل ااو غيابا تامّا لها ونقصا فى الثروة المائية بالاضافة الى فلكلور يحتضر سكانا يعيشون الحاضربما اتيح لهم من امكانيات محدةدة وليس لهم أيّ تصوّر واضح حول آفاق الحياة فوق جزر قرقنة.
اذا كانت الدراجة تتيح لنا التقاط ما تيسّر من الصور بشكل سريع فانّها تجعل من اليسير ملاحظتنا من قبل المتساكنين الذّين باتوا لا يتردّدون في القاء التحية كلّما شاهدونا واصفين ايّانا ب"صحفّيي الدرّاجات الهوائية". ولم يكن من الصعب فهم ما يحصل على قوارب الصيد بميناء اولاد بو علي القديم او قرب الميناء الجديد العطايا اذ بمجرّد أن اقتربنا من الناس وأنصتنا اليهم حتى كان لنا ما أردنا.
هذه الخاصّية، أيضا، تُعدُّ من مميزات الجزيرة. فالمعلومة يتمّ تداولها سريعا فضلا عن أنّ الدراجة الهوائية لا تزعج أحدا، على اعتبار أنّها لا تعطي انطباعا بأنّنا هنا من أجل اقتلاع المعلومة بل من أجل مشاركة الناس يومياتهم بكل عفوية.
زياد، شاب ثلاثيني، يعمل وسيطا في بيع السمك، خصّص جانبا من وقته من أجل لعب دور الوساطة بين الصحفيين المتربصين وبين البحارة. لم يكن الأمر يتعلّق بالكسب المادي مطلقا، فزياد كان يسعى الى مساعدتنا بصدر رحب ويبذل الجهد من أجل أن يحيطنا علما بكلّ صغيرة وكبيرة تتعلّق بالجزيرة، فقط لأنّنا انصتنا اليه. من جهتنا، لم نكن بحاجة بذل ساعات من التفاوض من أجل الظفر بفرصة ركوب البحر مع حبيب الذى أبدى استعداده -اعتبارا للصداقة اولمجرّد حب الاطلاع- ليرينا الشرفية التي تعود ملكيتها له والتي تتمثّل في مجموعة شباك في مساحة صيد ثابتة يتمّ تثبيتها في عرض البحر على بعد 30 دقيقة من اليابسة ليتمّ العودة لها في آخر النهار من أجل استخراجها وجمع ما علق بها من سمك.
حبيب، غير منزعج هو الآخر، من كاميراهات فريقنا، بل عكس ذلك تماما فقد بدا مستعدّا لمنحنا كل ما يلزمنا من الوقت لنجهّز القارب بآلات التصوير اللازمة و الابحار فى الاعماق.
الشمس بدأت تغيب مع هبوب رياح ساخنة وحملت لنا معها رائحة البحر. الساعة تشير الى تمام الخامسة بعد الزوال وطاقم الفريق جاهز للانطلاق. زياد و حبيب بسيجارة بين الشفاه يركبان في مؤخرة المركب، يتجاذبان اطراف الحديث غير عابئين بما ينجزه باقي المجموعة. في تلك الأثناء كانت عدساتنا تلتقط كل حركاتهما وسكناتهما. حتّى أزيز المحرك وصوت تلاطم الأمواج تمّ التقاطها بأجهزة التسجيل التي بحوزتنا.
كان حبيب يرمقنا بعينين تحملان معاني الصدق. يتمتم بأهازيج قرقنية تتغنّى بالبحر والبحّارة وينكبذ على أداء عمله بكثير من الفخر والاعتزاز دون أن يسقط في شرك ابداء المواقف والأحكام المسبقة. باختصار، كان حبيب يحمل يقينا بداخله مفاده أنّ كلّ شخص فوق سطح هذا المركب انّما ينطبق عليه المثل القائل "الرجل المناسب في المكان المناسب".
كان ينجز عمله، بالتوازي مع الفريق الصحفي الذي كان يستخدم أجهزته من أجل التصوير على متن المركب. في كل الأحوال، فانّه لم يكن يفقه شىيئا عن هذا المشروع الذّي من المفترض أن يرى النور على شبكة الانترنيت. ربّما سيطلعه اصدقاؤه على النتيجة لاحقا. أمّا الأهمّ، بالنسبة الى حبيب في هذه اللحظات، فهو أن يبرز طريقة عمله فى الصيد وما سيصطاده من سمك.
أن تركب البحر رفقة "حرّاق" من أجل الظفر بالمادة الصحفية لانجاز روبورتاج هو ليس بالأمر الهيّن.. يجب أن تتحلّى بالصبر والفطنة وخاصّة الحذر. (تصوير أمين عيسى)
خلال فترة وجودنا في الارخبيل، لاحظنا تحركات مريبة لعدد من الأشخاص الذّي كانوا بصدد الانكباب على تنظيم رحلة بحرية غير شرعية. كانوا يترقبون حلول الليل لنقل مهاجرين غير شرعيين من افريقيا و الشرق الاوسط نحو جزيرة لمبدوزا، التي تعتبر المرحلة الاخيرة قبل الوصول الى القارة الاوروبية التي لا تفصلنا عنها سوى خمس أو ست ساعات.
ليس من الصعب الالتقاء بحرّاق (مهاجر غير شرعي) فى هذه الجهة و لكن من الصعب الايقاع به ومحاولة فهمه و الانصات الى روايته. روايات ليس فيها من الشيء الجميل الكثير ولكنّها تتيح لنا، قطعا، الاطّلاع على قليل ممّا يحدث فى هذا العالم الذى نعيش فيه، وفي هذا الأرخبيل المليء بالحكايات والقصص، حيث الوحدة و العزلة الداخلية و اغراءات الربح و الامل المفقود.
من الأشياء التّي اكتشفناها مثلا، أنّ حبيب لا يجني الكثير من المال من خلال اعتماده تقنية الصيد بالشرفية. فقد اضطرّ للتّداين من أقاربه من أجل التمكّن من مواصلة نشاطه المهني. هو الآن يملك قاربا و دراجة نارية وهو في الآن ذاته أب لطفلين ويواجه يوما بعد يوم مشكلة التضاؤل المستمرّ لكميات السمك التي تعلق بشباكه. حبيب لم يلجأ بعد للصيد بالكيس على غرار زملائه لانه مقتنع ان مياه جزيرة قرقنة ستنتهك خيراتها لكن العديد من صيادي جزيرة قرقنة غير هذا الامر أيّ اهتمام.
التقاليد و البيئة، في سيدي يوسف، لا مكان لها الّا في أذهان للحالمين والاثرياء."جميل"، مثلا، الذي يتسكع على الميناء قرب مكتب الشرطة البحرية ليس له أيّ عمل سوى الصيد بالكركارة. الكل، هنا، يعرف ذلك بدأً بالشرطة البحرية. هو يربح اكثر بقليل من عمله بالطريقة القديمة و يعلم في كل الأحوال أنّ مناخ المنافسة، هناك في عرض البحر، غير نزيه، اذن لماذا القلق، فاصطياد السلحفاة او استنزاف الاعماق غير مهم مادام ذلك يسمح بدفع الفاتورات المتخلدة.
هذا الارخبيل ليس، في نهاية المطاف، جنّة عائمة على مقربة من القارّة. فقرقنة باتت تعيش على وقع الذهاب و الاياب بالعبارة وتتأثّر بالتحولات السياسية والمخاطر الاقتصادية. ويبدو ارتفاع مياه البحر كارثة مؤجلة أذا ما علمنا انّ الاتجار فى المحروقات بات النقطة الاهم التي تقلق الجميع .
ثلاث شركات تتقاسم استغلال آبار الغاز الطبيعي فى قرقنة التي تنتج لوحدها حوالى 70 بالمائة من الانتاج الوطني. شركة بتروفاك هي الوحيدة المخوّل لها ان تستغل الثروات الباطنية لخليج قابس بالاضافة الى امتلاكها للتجهيزات في قرقنة. بتروفاك يتقاسم أسهمها مواطن سوري يعيش فى لندن مع الدولة التونسية. وقد باتت الشركة تتهاون في تقديم فرص الاستثمار في مجالات التنمية بالتوازي مع الارتفاع المتنامي للاضرابات العنيفة ، من أجل ضمان تواصل نشاطها في جزر الأرخبيل.
قاعة التحرير هي مكان للحياة، فيه نشتغل ولكن نتقاسم يومياتنا أيضا. هنا، يستعدّ جعفر وحنان للخروج من أجل جلب المقتنيات لجميع عناصر الفريق. (تصوير أمين عيسى)
هذه الثروة من الدنانير هي غنيمة حرب وموضوع صراع بين من يرفعون شعار " تحمّل المسؤولية" و بين من يسعون لابتزاز الشركة والضغط عليها أملا في ضمان اقتطاع لقسط سنوي من الارباح لحساب أبناء الارخبيل. وفي نهاية المطاف نشعر أنّ الكل خاسر ما عدا المساهمين الذين هم بمنأى عن كل هذه المشاكل ( فى لندن او تونس) ما دام هناك غاز طبيعي.
و اذا كان هناك مسألة لا تتعلّق الّا بسكان الجزيرة فهي بلا ريب مشكلة ارتفاع مياه البحر. و قد جهز الفريق الصحفي وثائق عمل و ابحاث فى هذه المسألة. وعندما كنا فى تونس العاصمة، اسابيع قليلة قبل الوصول الى الارخبيل، شاهدنا الخريطة التوبوغرافية للارخبيل (13متر علوّا) فتبيّن لنا أنّها مهددة فعلا . قبل التوجّه نحو الأرخبيل كان يذهب فب اعتقادنا أنّ هذها الخطر الداهم سيكون الخبز اليومي للمتساكنين. ولكن ظنّنا لم يكن في محلّه، فالكل نيام هنا .. أّي مستقبل ينتظرهم هنا.
عندما يهجر الجميع المكان و تتواتر الاضرابات و السياح ينفرون الجزيرة والسمك يندر، فانّ ارتفاع المياه يظلّ مشكلة مؤجّلة. من المؤكّد أنّ في هذا الارخبيل حواجز تحدّ من هجوم المياه على الفيلات الصغيرة ومرائيب الفندق الكبير، ومن المؤكد أيضا أنّ حاسوبا ما، هناك، في مكتب أحد المسؤولين في العاصمة أو في صفاقس، يحتوي على أجزاء من برنامج بتمويل أوروبي مازال قيْد الانجاز.
موعدان يوميان يضبطان ايقاع هيئة التحرير: اجتماع التحرير الصباحي ولقاء المساء الذّي يتمّ خلالها حوصلة كل ما تمّ التطرّق اليه طيلة اليوم. هنا يسعى جوليان الى اقناع المتدرّبين بجدوى نقل جملة الأحاسيس الى القراء. (تصوير أمين عيسى)
أمّا هنا، في جزر قرقنة، فارتفاع منسوب مياه البحر هو آخر هموم المتساكنين، فكلّ ما يعنيهم هو ادراك العبّارة قبل مغادرتها. وأمّا في ما يتعلّق بمصير الأرخبيل فيمكن الحديث فيه… ربّما بعد قدوم العبّارة الأخرى. أمّا الآن فليس لديهم ما يكفي من الوقت…