جاد الهنشيري: وداعا لحارس الصحة الشعبية

يوم الجمعة 29 مارس 2024، رحل عن عالمنا الدكتور جاد الهنشيري، الطبيب والمناضل السياسي وأحد مؤسسي المنظمة التونسية للأطباء الشبان، في شقته بصفاقس بعد 37 ربيعا قضى معظمها خدمة للصحة العمومية الشعبية وذودا عن كرامة طلبتها وأطبائها والمواطنين المنتفعين بها.
بقلم | 20 ماي 2024 | reading-duration 10 دقائق

متوفر باللغة الفرنسية
بعد أربعين يوما من الحداد، يلتف الرفاق والعائلة حول ذكرى جاد وإرثه في إحدى قاعات مدينة الثقافة الشاذلي القليبي. إرثٌ يخلد قضية حياته: الصحة العمومية الشعبية. هناك تم الإعلان عن تأسيس "مؤسسة جاد للصحة الشعبية" والتي ستتولى في أولى أنشطتها جمع تبرعات مالية لاقتناء معدات طبية لمستشفى أم لعرايس، في حركة لرد الجميل للقرية التي احتضنت شبابه وأحلامه.

ترعرع جاد في بيت يبعد بضعة أمتار عن سكة القطار التي تقطع معتمدية أم العرايس من ولاية قفصة، في حضن عائلة ضخت فيه حبا و نضالا. جاد هو الإبن البكر لحدة الهنشيري، الممرضة لعشرات السنين في الصحة العمومية، والهادي الهنشيري، والأخ الأكبر لأربعة شبان اتّبعوا خطاه في الحياة رغم اختلاف اهتماماتهم.

"كان يسبق بخطوات في الحياة ويلحق إخوته به" يقول حمادي الهنشيري.

في الأربعينية بمدينة الثقافة، أصغى الحاضرون والحاضرات عندما اعتلى حمادي الهنشيري، شقيق جاد، المنصة ليروي على مسامعهم ذكريات الشباب و يخبرهم عن خصال جاد وقيادته حتى لأترابه في الحي. كان جاد مسؤولا فطريا عن حل الخلافات.

يخبرنا حمادي أن شقيقه كان قدوة لإخوته في التعلم، إذ كان يقدس المعرفة ويحاول قدر إمكانه أن يمررها لهم. وكان جاد يردد على مسامعهم أنه "لا مجال إلا للتميز".

امتدت هذه الخصال حتى في نضاله الذي بدء مبكّرا. يذكر حمادي أول مسيرة نظمها الراحل بالتزامن مع قمة المعلومات التي احتضنتها تونس سنة 2005. ويستحضر كذلك ارتجاله في صنع وصفاتٍ لتخفيف ضرر الغاز المسيل للدموع "لاكريموجان" والتزامه في حماية رفاقه منه.

انتفاضة الحوض المنجمي التي اندلعت سنة 2008 في ولاية قفصة وتحديدا في الرديف، أم العرايس، المتلوي والمظيلة والتي امتدت لقرابة ستة أشهر مخلّفة جملة من القتلى والجرحى الذين خرجوا للتظاهر سلميا وقابلهم نظام بن علي بالعنف، كانت إحدى اللحظات التي صقلت عود جاد ونضاله، خاصة بالنظر لصلته الشخصية بهذه القضية التي جرت أحداثها في مسقط رأسه.

ورغم وجوده آنذاك بولاية صفاقس لمزاولة دراسة الطب في كلية الطب، كان جاد يتابع عن كثب تطورات أحداث الحوض المنجمي. بل كان يساهم في التعريف بهذه القضية في الوسط الجامعي. يستحضر حمادي خوف جاد على عائلته في تلك الفترة، وطلبه من أخيه أن يقف قبالة التلفاز حتى لا يراه والداه متصدرا الإحتجاجات.

يتذكر تلك الفترة أيضا مالك عبد الناظر وهو رفيق جاد وأحد مؤسسي المنظمة التونسية للأطباء الشبان. كان جاد ينظم عديد المسيرات والمظاهرات التي انطلقت من كلية الطب بصفاقس ولم يكن يأبه بمخلفات ذلك عليه من عنف بوليسي وسياسات قمع كانت آنذاك من البديهيات في مواجهة أية تحرك شعبي. يخبرنا مالك أن جاد لم يدخر أي جهد لتوسيع صدى أحداث الحوض المنجمي، بل كان يراقب تسارع أحداثها بتفاؤل قبل أن تحبطه أخيرا قلّة اتساعها الجغرافي وعدم تبني قيادة ثورية قادرة على استيعاب المرحلة ومتطلباتها.

"يعي تماما ما تعنيه كلمة رفيق"   

لم يكن جاد ممّن يفصل بين الذاتي والموضوعي في العمل السياسي. إذ أنه كان يلعب دورا مزدوجا في نضاله النقابي والطلابي.

أولا، لم يتوان للحظة عن تأطير رفاقه الشبان. في هذا السياق، يخبرنا مالك عبد الناظر بأولى لحظات تعرفه على جاد في الوسط الجامعي. "كنت قد دخلت كلية الطب، وفي سنتي الأولى لم يكن لي وعي سياسي كبير. لذلك من العادي أن يكون بذهني العديد من التساؤلات والإقتراحات. وكنت كلما قصدت جاد إلا واستقبلني بصدر رحب وتفاعل مع كل أفكاري بشكل شافٍ" يروي مالك. 

لا ينكر أحد كذلك الزاد المعرفي والثقافي الواسعين لجاد، واللّذين كان يغدق بهما على رفاقه كلما سنحت له الفرصة. كان غالبا ما يرشح كتبا ومقالات معرفية، ويناقش عديد الأفكار والقضايا والأحداث التاريخية. في هذا السياق يعترف مالك بأنه كان لجاد دور كبير في إنقاذه من التصحر السياسي والثقافي المهيمنين على البلاد في فترة ما قبل الثورة.

"كان هناك مالك قبل جاد الهنشيري، ومالك بعد جاد الهنشيري".

كما كان لجاد دور في كسر النمطيات المحيطة بصورة طالب الطب، القادم من البورجوازية الصغيرة، والمتحدث بالفرنسية والبعيد عن هواجس الشعب. إذ كان يُعتبر في أعين من عرفوه تجسيدا لصورة الطبيب المشتبك الملتحم بكل الفئات الشعبية والمنبثق منها، خاصة الفئات المهمشة والمفقرة. وكان يقتدي في ذلك بالأطباء المناضلين اليساريين، على غرار وديع حداد وجورج حبش.

كان جاد يؤمن بصدق بمعنى مفهوم "الرفيق" وكان إيمانه ذلك دافعه في كل خطوة يقوم بها. كان حاميا لرفاقه خاصة الصغار منهم وامتدت هذه الحماية على مستويين. أولاهما حماية من النظام القمعي والسياسات الأمنية، سواء في أحداث الحوض المنجمي أثناء الثورة، إذ كان يتقلد الصفوف الأمامية في الصدام مع الأمن حمايةً لرفاقه رغم تعرضه للاعتقال وتأثر حياته بنضاله الذي جعله في بعض الأحيان يختبئ من السلطات، وفق ما يستحضر مالك عبد الناظر، مما أثر على سير دروسه في كلية الطب وحتى على صحته.  

"إذا تم اعتقالهم، من سيبقى في قوات الإحتياط؟ من سينظم المسيرات والتحركات؟" يستحضر مالك أقوال جاد.

كان يحميهم كذلك من أنفسهم ومن منزلقات الاندفاع والحماس وردود الفعل المتهورة. لذلك كان جاد يذود عن رفاقه الأصغر سنا ويؤثر تعريض نفسه للمخاطر.

مأسسة العمل النقابي وولادة المنظمة التونسية للأطباء الشبان

أضافت إزدواجية نشاط جاد الهنشيري النقابي والسياسي ميزة مهمّة له. إذ لم تكن معاركه النقابية معارك قطاعية فقط، بل كانت غايتها الأسمى صقل قطاع الصحة العمومية التونسية وتحويله إلى قطاع شعبي بامتياز. وكُللت سنوات النضال بتأسيس جاد رفقة ثلة من رفاقه في 2016 المنظمة التونسية للأطباء الشبان.

لم يكن تأسيس المنظمة في جلسة مصغرة وليد اللحظة، ولا كان إعتباطيا. بل نتيجة حتمية لسنوات من التجارب النقابية وتراكم النضالات والمعارك، وكان أيضا حلما يخالج جاد وكل رفاقه من الأطباء والطبيبات المناضلين.

قبل تأسيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، كان جاد يحلم بتأطير العمل النقابي في صفوف طلبة الطب في تونس. إذ كان ناشطا صلب الاتحاد العام لطلبة تونس، وأسس مع رفاقه نقابة الأطباء الداخليين والمقيمين تحت راية الإتحاد العام التونسي للشغل. لكن هذا المسار لم يُتوج بمؤتمر تأسيسي.

لقيت المنظمة صيتا كبير في أوساط طلبة الطب في كامل تراب الجمهورية وكلياتها الخمس. ويعود ذلك في جزء كبير لحنكة جاد السياسية وعدم مساومته في مطالبه، وقدرته على الفحص المتمعن لموازين القوى والتفريق بين المعارك وترتيب أولوياتها. كما كانت له كذلك مسؤولية كبيرة في تأطير القواعد من الطلبة الشبان مما أكسبه ثقتهم.

"الحروب الكبرى تُربح في معارك، ويلزمها طول نفس". 

لم يكن هذا النشاط النقابي المستميت طريقا سهلا على جاد بل كان وعرا نظرا للتعطيلات التي مارستها عليه السلط السياسية والأكاديمية. إذ كان يتعرض لمضايقات طالت دراسته وتربصاته وكان عرضة للتهديد بالرسوب. لكن ذلك لم يمنعه بذل كل جهده في سبيل كرامة طلبة الطب وحماية قطاع الصحة العمومية.

تحركات فيفري 2018، أربعون يوما من النضال

بدعوة من المنظمة التونسية للأطباء الشبان، خاض طلبة الطب والأطباء المقيمون والأطباء الداخليون إضرابا عاما امتد من 6 إلى 9 فيفري 2018، نظرا لعدم تجاوب وزير الصحة آنذاك، عماد همامي، مع مطالبهم والذي تعلل بعدم اختصاصه بجلّها وأحالها على وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

كان من أهم مطالب تحركات فيفري 2018 نشر النظام الأساسي الخاص بالمتدربين والمقيمين في الطب في مدة لا تتجاوز الشهر، ونشر التشريعات المتعلقة بالدراسات الطبية مع الحفاظ على الشهادة الوطنية للطبيب منفصلة عن شهادة التخصص، مثلما هو متّبع في كثير من كليات الطب حول العالم. كما دعا المحتجون والمحتجات إلى تحقيق المساواة في الأجور لفائدة زملائهم من الأطباء الأجانب.

ساهمت هذه التحركات بشكل كبير في الرفع من مستوى الوعي بمطالب المنتسبين إلى قطاع الصحة واحتياجاتهم، وكان لجاد ظهور بارز في قيادتها وتمثيلها إعلاميا.

وفاة بدر الدين العلوي، قضية رئيسية لجاد الهنشيري

ليلة 4 ديسمبر 2020، استفاقت البلاد على خبر وفاة طبيب في المستشفى الجهوي بجندوبة يدعى بدر الدين العلوي. كان الطبيب الشّاب منغمسا في دفاتر مرضاه ويهمّ بالانتقال إلى الطابق الخامس من المستشفى، حتّى سقط به المصعد وأنهى حياته. 

أولى جاد الهنشيري هذه الحادثة الأليمة أولوية قصوى وتنقل على عين المكان بعد وقت قصير من وفاة زميله لمعاينة ملابسات الحادثة.

تلت هذه الحادثة تغطية إعلامية كبيرة وحمّل جاد مسؤوليتها لوزارة الصحة والمدير الجهوي للصحة بجندوبة ومدير المستشفى الجهوي مطالبا بإعفائهم من مهامهم وبتوجيه تهمة القتل عبر التقصير وعبر عدم أداء المهام وفق وصفه. كما طالب وزير الصحة والمدير العام للهياكل الصحية الاستشفائية والمدير الجهوي للصحة ومدير المستشفى الجهوي بالاستقالة، مشيرا إلى أن عطب المصعد معلوم ويعود إلى سنة 2016 لكن لم يتم التعامل معه بصفة جدية وناجعة.

قاد الهنشيري إضرابا وطنيا ووقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة تُوّجت بيوم غضب تفاعلا مع مأساة الطبيب الشاب. وتحصلت الحادثة بفضل جهوده على صدى شعبي كبير حيث كان لجاد الدّور الأبرز في تسليط الضوء على الوضعية الإشكالية للمستشفيات. كان تركيز جاد لا يحيد عن قضيته الأولى وهي الصحة الشعبية التي لا ترى طريقا للتحسن نظرا لضعف التجهيزات والبنية التحتية للمستشفيات التي تحول دون نفاذ المواطنين·ـات إلى رعاية صحية ملائمة ودون حصول الأطباء الشبان على تكوين سليم يحفظ كرامتهم.

"تكميم أفواه طلبة الطب" ومعركة حرية التعبير

وجيه ذكّار هو طبيب مقيم بقسم الاستعجالي يزاول عمله بمستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير. عندما كان طالبا في كلية الطب بتونس سنة 2019، أحيل على مجلس تأديب كلّيته وطُرد لأربعة أشهر بسبب تدوينة نشرها في مجموعة خاصة بالطلبة ينتقد فيها ظروف المراجعة بمكتبة الكلية. هذا الطرد كان سيتسبب في رسوبه لولا تغيير نظام التربصات التطبيقية في جائحة كوفيد-19.

يستحضر وجيه ذكار اتصال جاد به وتبنيه الكامل وغير المشروط لقضيته. ساهمت جهود جاد في تبني العديد لها سواء من أطراف ممثلين لأحزاب سياسية أو نواب الشعب على غرار ياسين العياري عن "حركة أمل وعمل" الذي وجه مساءلة كتابية لوزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بخصوص قضية وجيه.

وصف جاد الحادثة كخرق صارخ لحرية التعبير واصفا إياها بأنها عرّت ظروف تكوين طلبة الطب في تونس. ودعا هذه السياسات في مداخلة إعلامية له بـ"سياسات تكميم الأفواه".

جاد الهنشيري كان يتميّز كذلك بحضور إعلامي بارز. إذ كان يُشهد له بجاهزيته لمناصرة قضاياه بعقلانية، وكانت الحجج التي يمتطيها تكشف معرفته العميقة بالميدان ومعاناة منظوريه، مما أكسبه كاريزما يشهد له بها حتّى الإعلاميون. تقول نوال بيزيد الصحفية ومنشطة بودكاست deep confessions أين كان آخر ظهور إعلامي له، أنه كان يتميز بفصاحة كبيرة جعلته وفقها من أفضل المتكلمين والمعبرين عن هواجس قطاع الصحة في تونس.

تجربته في فرنسا: جاد يحمل قضاياه معه عبر الحدود

عند مزاولته للعمل في تونس، كان جاد يشعر بضيق الأفق في مجال عمله نظرا لمحدودية الفرص المتاحة والتي لا تلبي طموحاته المهنية. ولذا، قرر أن يخوض تجربة جديدة في بيئة مختلفة في فرنسا، تتيح له تطوير مهاراته ومكتسباته في مجاله حتى يعود بعد ذلك إلى تونس ويسهم في تطوير الرعاية الصحية في بلاده. هاجر جاد سنة 2022 إلى فرنسا ودامت تجربته عاما واحدا.

لم يلبث الراحل أن بدأ يخالجه شعور بالحنين إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية في تونس والتي يعتبرها جزءًا من هويته وتمثل قيمه الشخصية، خاصة مبدأ حرية التعبير الذي كان يراه الهنشيري "مكبّلا" في أوروبا بسبب التضييقات على مناصري القضية الفلسطينية، القضية الأم بالنسبة إليه.

عرض عليه أحد الزملاء البقاء هناك، ولكنه رفض بسبب ارتباطه العميق بتونس وأسرته، ورغبته في العودة وتطبيق ما تعلمه لصالح مجتمعه تدفعه في ذلك رؤية واضحة لدوره كطبيب في تحسين الخدمات الطبية في تونس.

يقول مالك عبد الناظر عن جاد أنه "كان مناضلا يساريا صادقا، ليس من ساكني البرج العاجي الذين يحتكرون التنظير ويقطعون مع الشوارع والمعارك الحقيقية".

لم تغير مزاولة جاد لمهنة الطب بفرنسا أو بالقطاع الخاص من معدنه وقناعاته وإيلائه للصحة الشعبية أهمية مركزية في حياته. بل كان وعيه السياسي والطبقي متماهيا مع خياراته.

حتى عند افتتاحه لعيادته الخاصة في أكتوبر 2023، بقي جاد طبيبا مناضلا من خلال مراعاته للظروف الاجتماعية والاقتصادية لمرضاه. إذ لم يكن يتقاضى أجرا ممن لا يقدرون على الدفع، وفق من عرفوه، رغم المصاريف التي كان عليه تسديدها. هاجسه في مزاولته لمهنته: الصحة الشعبية بكل ما توليه الكلمة من معنى.   

"كيف للمريض أن يتحمل تكلفة الدواء إذا تقاضيت منه ثمن الكشف؟ كيف للمريض أن يعيل عائلته؟" كان جاد يردد على مسامع رفاقه.  

ذلك ما يفسّر استساغة العديدين للقب "طبيب الفقراء" الذي التصق بابن أم العرايس في حياته وبعد وفاته. ولعلّ تجنده في فترة جائحة الكوفيد-19 لجمع التبرعات وتنظيمها ساهم كثيرا في بروز هذه الكنية. في قلب الجائحة، كان جاد من بين المتصدرين للصفوف الأمامية مطالبا بتعميم الأدوية والتلاقيح على كافة أفراد الشعب التونسي خاصة المهمشين منهم، ولحماية الأطباء في معركتهم ضد الفيروس. هذا الإرث هو ما تصبو لتخليده مؤسسة جاد للصحة الشعبية.  

الصحة الشعبية "قضية كان عايشها"

لطالما صدح صوت جاد بمشاكل قطاع الصحة العمومية التي كانت شغله الشاغل. إذ كانت رسالته تعتمد أساسا على تعرية الفساد في هذا القطاع وتداعياته على صحة المواطن التونسي وعلى تكوين طالب الطب وعلى تواصل المرفق العمومي وعدم المساس بحق المواطن في الصحة الشعبية. هذه الرسالة تتجلى بوضوح من خلال تدخلات جاد الإعلامية العديدة.

تخليدا لهذا الإرث، تولى جملة من رفاقه تأسيس "منظمة جاد للصحة الشعبية" برئاسة الدكتور بولبابة مخلوف، والتي ستقوم بمواصلة مسيرة جاد الهنشيري بطريقة ممأسسة تضمن تجذير معاركه.

تقول نوال بيزيد:"حق جاد سيكون من خلال مواصلة مساره في تعرية الفساد وبذل الجهود من أجل الصحة الشعبية وتمتع كل مواطن بحقه في الصحة مهما كانت طبقته أو فئته الأجتماعية، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون التوجه للمؤسسات الطبية الخاصة".