1
00:00:01,600 --> 00:00:04,910
بلغنا المأوى الخلفيّ لوزارة الدّاخليّة.

2
00:00:04,910 --> 00:00:09,020
تمّ تقسيمنا إلى مجموعات، حسب المكانة الإجتماعيّة.

3
00:00:09,020 --> 00:00:13,770
"ماذا تفعل أنت؟ طالب؟ تعالَ من هنا. وأنت؟ أستاذ؟ من هنا".

4
00:00:13,770 --> 00:00:17,820
أرغمونا على الجلوس أرضا على رُكبنا وطأطأة رؤوسنا.

5
00:00:18,340 --> 00:00:24,170
العديد من الشّبّان ذوي المظهر الحسن، أنيقو الملابس، اكتشفنا أنّهم من الشرطة.

6
00:00:24,170 --> 00:00:25,820
كنا نراهم في المظاهرات.

7
00:00:25,820 --> 00:00:37,310
في كلّ مرّة، كان أحدهم يقترب ويهدّدنا :"فرحون لهروب بن علي؟ سنُذيقكم الويْل"

8
00:00:37,310 --> 00:00:45,650
صديق لي كان يصفّف شعره كالرّاستافاري، قلعوا عن رأسه نصف ظفائره.

9
00:00:45,650 --> 00:00:50,620
ظللت صامتا. لأنّ خشيتي كانت أن أتعرّض للضّرب من قبل شرطي.

10
00:00:50,620 --> 00:00:57,310
هدّأت نفسي : "تحكّم بنفسك علاء، لا تفقد السّيطرة، ودعِ الأمور تجري"

11
00:00:57,310 --> 00:01:04,220
وفي كلّ مرّة أسمع الضّرب.. لم أكن أدري اين كانت زوجتي.

12
00:01:07,250 --> 00:01:13,310
دنا مني شرطي وألقى بسيجارته أرضا، وأمرني بإطفائها

13
00:01:13,310 --> 00:01:20,000
لم أنصع فأشهر علي سلاحه فأطفأتها.

14
00:01:20,000 --> 00:01:23,080
كانوا يستمتعون بهذا !

15
00:01:30,170 --> 00:01:39,310
في وقت ما، جلبونا لبهو الوزارة لتقديم تصاريح وإطلاق سراحنا.

16
00:01:39,310 --> 00:01:47,080
دخلنا، كان هناك شخصان مرضوضان على ركبتيهما،

17
00:01:47,080 --> 00:01:56,280
رأيت شرطيا آخر، خارجا من قاعة، مسعورا، في يده نُنْشاكُو

18
00:01:56,280 --> 00:02:02,280
في مروره، انهال ضربا على أولئك الرّاكعيْن أرضا وذهب في حال سبيله.

19
00:02:02,280 --> 00:02:10,680
خرجنا يوم الخامس عشر مع الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف.
كان الشارع مقفرا والشرطة في كلّ مكان. لم يكن هناك مواطنون·ـات في الشّارع.

20
00:02:12,680 --> 00:02:21,370
قبل 2011، كان أغلبيّة أفلامي تحدث ليلا في وسط العاصمة.

21
00:02:21,370 --> 00:02:26,220
بالنّسبة لي تغيّر وسط العاصمة منذ 14 جانفي، لم يعد كما قبل.

22
00:02:26,220 --> 00:02:29,820
قبل يوم 14 كان العدو واضحا : بن علي ونظامه.

23
00:02:29,820 --> 00:02:34,910
بعد يوم 14، لم يعد بإمكاني منح الثقة لأيّ كان، فغادرت وسط العاصمة.

24
00:02:34,910 --> 00:02:39,650
منذ ذلك الحين، لم أعد إلى وسط العاصمة، رغم أنّ مكتبي ظلّ في مكانه.

25
00:02:39,650 --> 00:02:41,650
لكن، بالنّسبة لي كسينمائيّ، لم يعد يعني لي شيئا قطّ.