"نساء في السورسي"، من السيطرة إلى قتل النساء: السلسلة الجديدة لإنكفاضة بودكاست

13 ديسمبر 2021 قدمت لكم إنكفاضة الحلقة الأولى من سلسلة بودكاست "نساء في السورسي"، هذه السلسلة التي تتحدث حول النساء ضحايا العنف الذي أودى بحياة بعضهن. إنكفاضة بودكاست تسلط الضوء على هذا الموضوع الذي يتم الاستخفاف به إذ لا توجد حتى إحصائيات رسمية حول عدد النساء اللواتي قتلن نتيجة العنف المبني على النوع الاجتماعي في تونس.
بقلم | 14 ديسمبر 2021 | reading-duration 5 دقائق

متوفر باللغة الفرنسيةالإنجليزية

تجدن وتجدون الحلقة الأولى من سلسلة البودكاست "نساء في السورسي: من السيطرة إلى قتل النساء" على إنكفاضة بودكاست .

تكاثرت جرائم قتل النساء، فلم تغب عن تونس التي تعتبر متقدمة على نظيراتها من الدول العربية في القوانين المتعلقة بحماية حقوق المرأة، جرائم القتل نتيجة العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي يندرج ضمنه العنف الذي تتعرض له النساء من شركائهن.

تحصلوا وتحصلن على أفضل منشورات إنكفاضة مباشرة على البريد الالكتروني.

اشترك واشتركي في نشرتنا الإخبارية حتى لا تفوتك آخر المقالات !

يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت.

أعادت قصة الضحية رفقة الشارني الجدل المتعلق بالعنف الزوجي ضد النساء في تونس وحول وجود ضمانات قانونية فعلية كفيلة بتوفير الحماية اللازمة لهن. إذ انتشر في ماي 2021 وسم #اسمها_رفقة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أنهى زوج المغدورة حياتها بخمس رصاصات أطلقها من سلاح سمح له الاحتفاظ به كونه أحد أعوان الحرس الوطني. تقدمت رفقة بشكاية قبل قتلها بثمانية وأربعين ساعة، إلا أن الفرقة التي تعاملت مع قصتها، حاولت القيام بوساطة بينها وبين زوجها وهو ما يمنعه القانون عدد 58، الوساطة كانت فرصة القاتل لتهديد الضحية ما دفعها إلى سحب الشكاية في اليوم الموالي. يومان بعد ذلك قُتلت رفقة بخمس رصاصات أطلقها عليها زوجها. 

بدأت قصة رفقة بالانتشار حينها من خلال منشور على الفيسبوك كتبته رئيسة جمعية المواطنة والمرأة في الكاف كريمة بريني حول الضحية تعبر فيه عن غضبها من السلطات ومن الخلل في التعامل مع هذه القضية، إذ جمعتهما علاقة قصيرة المدة عندما قررت رفقة الخروج عن صمتها وتقديم شكوى ضد زوجها العنيف، ففي 7 ماي 2021 تواصلت الضحية مع البريني بعد تقديم الشكاية ضد المعتدي للحصول على الدعم والإحاطة، لاقى منشور مديرة الجمعية تعاطفا وتضامنا واسعين بين مستخدمي ومستخدمات الموقع وتمت مشاركة المنشور وتناقل وسم #اسمها_رفقة لمزيد انتشاره، ولربما لاقوا.ين في ذلك وسيلة للضغط على المشرع لاتخاذ إجراءات أكثر حزما من الموجودة لوضع حد لهذا النوع من القضايا، خاصة وأنها أصبحت في حينه قضية رأي عام. 

رفقة لم تكن الأولى ولن تكون ضحية العنف الزوجي الأخيرة طالما أن التغيير لم يحدث على مستوى التشريع والتطبيق، إلا أن انتشار قصتها بهذه الطريقة من الممكن أن يكون قد أحدث فارقا على الأقل بأنها لن تنسى ولم تمر الضحية كرقم كما هو معتاد. 

 ومما تجدر ملاحظته، أن النساء بدين أكثر شجاعة في التعبير عن قضايا العنف والتحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ انتشار حراك me_too# العالمي الذي اشتهر عام 2017 عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن وسم #أنا_زادة الذي انطلق بحراك نسوي مستقل في تونس عام 2019 لفضح المتحرشين والمعتدين جنسيا على النساء ساهم بشكل ولو جزئي بكسر حاجز الصمت المتعلق بالحديث حول التحرش والعنف. تعرفت الضحايا من خلال الفضاء الإلكتروني والوسوم السابقة إلى أن هناك ضحايا عنف وتحرش مثلهن حول العالم، ما ولّد شعورا بالتضامن من جهة والشجاعة للتحدث حول قضاياهن من جهة أخرى. 

حسب المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة فإن عدد الشكاوى المتعلقة بالعنف بمختلف أشكاله ازدادت خلال السنوات الأخيرة، ومنذ جانفي 2021 حتى أكتوبر من ذات السنة تلقّى الخط الأخضر التابع لوزارة المرأة والطفولة والأسرة وكبار السن، حوالي 1225 مكالمة متعلقة بإشعارات حول العنف المسلط على النساء وهو ما قدر ب 25% من مجموع المكالمات المتلقاة على هذا الخط. ووفق المرصد، فإن 75.5% من المكالمات الواردة تتعلق بحالات عنف زوجي.  

تغيب في تونس الإحصائيات الرسمية المتعلقة بعدد النساء اللواتي قتلن نتيجة العنف الزوجي، وتواصلت إنكفاضة مع وزارة الداخلية ووزارة العدل للحصول على هذه البيانات في حال توفرها من خلال إرسال مطلب نفاذ إلى المعلومة. جاء الرد من وزارة الداخلية حول الأرقام المتعلقة بالعنف فقط، ولم تتلق إنكفاضة أي رد من وزارة العدل حتى تاريخ نشر هذا المقال.  

وفيما يتعلق بأنواع العنف الذي تتعرض له النساء، وفقا للبيانات الرسمية لوزارة الداخلية للفترة ما بين جانفي وجوان 2021، فإن 10.823 امرأة تعرضت للعنف الجسدي، و6079 تعرضن للعنف اللفظي و725 تعرضن للعنف الجنسي و1167 تعرضن للعنف الاقتصادي. بطبيعة الحال، تعكس هذه الإحصائيات النسبة لمن تقدمن بشكاية لكن الواقع يحمل أرقاما أكبر من التي ذكرت بيد أن المعنفات لا يتقدمن جميعهن بالشكاية. 

وفي ذات السياق، وفقا لإحصاءات غير رسمية اعتمدت على ما تم نشره عبر الإعلام حول الضحايا وظروف قتلهن، فإن 10 نساء قتلن منذ بداية هذا العام نتيجة العنف الزوجي. 

وعلى الرغم من وجود قانون عدد 58 الذي أقره البرلمان التونسي عام 2017 لمكافحة العنف ضد المرأة، يبدو أن هناك خللا على مستوى الممارسة كما تعبر المحامية والحقوقية هالة بن سالم التي تؤكد أنه من أفضل القوانين التي تمت المصادقة عليها وهو جاء بعد مسار من نضالات الحركات النسوية والحقوقية في تونس، وأتى بأحكام جزائية ومدنية هامة لحماية الضحية، لكن تقول بن سالم أن "القانون وحده غير كافٍ لأن مناهضة العنف تتطلب تكافل الجهود واستراتيجية وطنية لتكريس ثقافة حقوق الإنسان ونبذ العنف"  

وتضيف: "نشهد اليوم تصاعدا لوتيرة العنف، فحسب إحصائيات سنة 2020/2021 تضاعف العنف 7 مرات ونشهد جرائم قتل النساء وهذا يدعونا لدق ناقوس الخطر خاصة فيما يتعلق بتفعيل القانون عدد 58 في جانبه الحمائي"

وتشير المحامية إلى أنه من المهم عندما تكون المرأة ضحية وتتعرض لخطر ملم أن يتم استصدار القرارات والإجراءات الحمائية التي أتى بها القانون وتقول "هذه مسؤولية تقع أيضا على عاتق قضاة الأسرة وكذلك النيابة العمومية وأعوان الضابطة العدلية عندما تتوجه لهم الضحية من أجل التشكي ضد المعتدي في ضرورة تمتيعها بالإجراءات الحمائية التي تتناسب وطبيعة العنف الذي تتعرض له هي والأطفال المقيمين معها". 

تؤكد بن سالم كذلك أنه من المهم تكوين القضاة حول القانون عدد 58 ودورة العنف حتى يتمكنوا من استشعاره وحتى لا تتعرض الضحية للضغط من أجل سحب شكايتها وهو ما وقع بالنسبة لرفقة الشارني.  

تزامنا مع حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة تشارك معكم إنكفاضة سلسلة بودكاست "نساء في السورسي" التي قام خلالها الفريق بالتحدث إلى أقارب نساء كن ضحايا العنف الزوجي، كذلك تستضيف إنكفاضة من خلال هذا البودكاست ناجيات ليحدثننا عن قصصهن، ما عانينه وكيف نجين من القتل الذي كان محتما من شركائهن. 

تتناول الحلقة الأولى من البودكاست قضية الضحية رفقة الشارني، حيث يحدثنا شقيقها ويروي لنا جزءا من العنف الذي تعرضت له الضحية التي لم تصارح أهلها بالحقيقة كاملة، وبقيت تعيش في دائرة العنف وتبرير أفعال زوجها الذي مارس عليها وعلى ابنهما أيضا عنفا اقتصاديا. وتحدثنا في ذات الحلقة السيدة كريمة بريني مديرة جمعية المرأة والمواطنة والتي لم تتعد معرفتها بالضحية يومين حاولت خلالهما تقديم الدعم بما تستطيعه لرفقة. ويتكلم أيضا الرئيس السابق للفرقة المختصة في الكاف المكلفة بالتحقيق في جرائم العنف ضد النساء، كما نستمع كذلك في ذات الحلقة إلى المحامية حسينة دراجي. 

في الحلقة الثانية والثالثة من "نساء في السورسي" نتحدث إلى ناجيات، زوجات استطعن إنقاذ أنفسهن من هلاك مؤكد نتيجة العنف الذي واجهنه من أزواجهن، تمكنَّ من الهرب واختطاف لحظة الحياة في الوقت المناسب، تحاورهن إنكفاضة أو تحاور مقربين ومقربات منهن يتحدثون ويتحدثن عما حدث وكيف واجهت النساء لحظات الموت ونجين منها أخيرا. إذ تصف "أميرة" في الحلقة الثانية من البودكاست ما واجهته مع زوجها خلال فترة ارتباطهما التي دامت 16 عاما، وكيف اتخذت القرار الحاسم والنهائي لتنقذ نفسها وأطفالها من العنف المسلط عليهم، وكيف تعامل القانون مع قضيتها. أما الحلقة الثالثة فيتحدث إلينا مقربون·ـات من "سعاد"، يصفون العنف الذي تعرضت له من زوجها، وكيف دافعت عن نفسها وعن أطفالها، وحين عنف الزوج ابنتهما للمرة الألف دافعت الأم عن طفلتها فقتلته ما أدى بها إلى مواجهة حكم بالسجن لمدة 20 سنة مازالت تقضيها هناك. 

تجمع الحلقة الرابعة من البودكاست ثلّة أشخاص من ذوي الاختصاص للحديث حول موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي بين الأزواج، حيث يتم تناول المسألة من مختلف النواحي النفسية والاجتماعية وكذلك القانونية، أسبابها وأبعادها والسبل إلى الحلول المتوفرة ضمن السياقات الموجودة. 

تسلط إنكفاضة الضوء من خلال هذا البودكاست على عينة من قصص النساء ضحايا العنف الذي أدى إلى موت بعضهن، ولحسن الحظ تمكنت أخريات من الهروب. بودكاست "نساء في السورسي" يدعو كل واحد.ة منا إلى التفكير بأن قتل النساء ليس حدثا عابرا أو بمعزل عما حوله بل هو نتيجة مأساوية للهيمنة والسطوة التي يمارسها الرجل ويكرسها مجتمع أبوي كامل. 

تجدن وتجدون الحلقة الأولى من سلسلة البودكاست "نسا في السورسي: من السيطرة إلى قتل النساء" على inkyfada podcast .

  إذا أنتِ ضحية للعنف وترغبين في الحصول على المساعدة يمكنك الاتصال بالرقم الأخضر التابع لوزارة المرأة: 80101030.