#أوراق_باندورا

أوراق باندورا | الأزهر اسطى، شريك بلحسن الطرابلسي السابق، من الجنات الضريبية إلى السجن

الأزهر اسطى هو أحد الشخصيات التونسية التي كشفت عنها إنكفاضة في سياق تسريبات أوراق باندورا. وفي حين أنه كان محل تتبعات عدلية في تونس وممنوعا من السفر خارجها، تمكن الرجل في سنة 2018، من استعادة شركة مُحدثة في الجزر العذراء البريطانية و "حسابها الراكد".
بقلم | 02 نوفمبر 2021 | reading-duration 5 دقائق

متوفر باللغة الفرنسيةالإنجليزية
يبرز اسم الشركة الخفية الاسم "زوليا للتوزيع  Zulia Distribution S. A"  في استمارة مرفقة بمراسلات إلكترونية داخلية لمكتب "ترايدنت ترست Trident Trust" المتخصص في تقديم الخدمات الأوفشور أين صرّح الأزهر اسطى [عادة ما تُكتب لزهر سطا] بأنه المستفيد الحقيقي من الشركة المذكورة، طبقا للالتزامات القانونية المحمولة عليه بمقتضى التشريع الجاري به العمل في الجزر العذراء البريطانية.

شغل رجل الأعمال -القابع في السجن منذ سنة 2019- منصب المدير العام لشركة قرطاج للإسمنت التي أسسها عام 1985 وأُدرجت ببورصة الأوراق المالية بتونس منذ 2010، وهي "أحد أكبر المشاريع المنجزة بالبلاد خلال العشرية الأخيرة بقيمة استثمار جملية تقدر بحوالي 800 مليون دينار"، حسب موقع الإنترنت الرسمي الخاص بها. وكان بلحسن الطرابلسي، صهر الرئيس الأسبق بن علي، قد انضم إليه كشريك في هذا المشروع. كما يملك الأزهر اسطى كذلك نزل القصر في سوسة.

وتتضمّن الوثائق التي تشملها أوراق باندورا استمارة عمّرَها الأزهر اسطى بخط يده وتحمل توقيعه يصرح فيها بأنه المستفيد الحقيقي من شركة "زوليا للتوزيع" المسجلة في الجزر العذراء البريطانية. ويقدّم فيها سطا نفسه كـ"رجل أعمال" في مجال الفندقة والمطاعم ذاكرا مختلف الأنشطة المرتبطة بشركته: حيازة حساب راكد ارتبط سابقا بـ"أنشطة فندقية" وذي رصيد دائن يبلغ "72.000" (دون تحديد العملة المعنية). كما أشار إلى عنوان في ولاية بن عروس بتونس كمقر إقامته الدائمة ووفر عدة معطيات شخصية على غرار رقم جواز سفره الذي ألحق نسخة منه بالمراسلات الإلكترونية.

غير أن إحدى موظفات "تريدانت" وتُدعى ليزا د.س، أبدت استغرابها لكون وثيقة السفر منتهية الصلاحية، ذاكرةً: "أبدينا ملاحظة حول انتهاء صلاحية نسخة جواز السفر وطلبنا مدنا بجواز سفر حديث الإصدار"، ولكن لم يتم إرسال أية نسخة من جواز سفر أحدث إصداراً حسب الوثائق التي اطلعنا عليها، علماً أنّ الأزهر اسطى كان آنذاك محل تتبعات قضائية وممنوعا من السفر.

كما تذكر جذاذة مستخرجة من سجل الشركات التابع للجزر العذراء البريطانية اسم مدير شركة "زوليا للتوزيع" وهو شخص صوري من أصول بنمية. وعلاوة على ذلك، تبرز التبادلات الإلكترونية أن موظفا لدى مكتب تريدانت يدعى يافوز.س طلب من زميلته إعادة إحياء الشركة قانونيا: "يُرجى إعادة أهليّة الشركة المذكورة أعلاه ومدي بردكم الإلكتروني بتأكيد تسوية وضعيتها"، مرفقاً أمر تحويل بقيمة 5395 دولارًا أمريكيًا قامت به شركة "فيدينام Fidinam جنيف" لفائدة حساب بنكي باسم "تريدانت تراست" بغرض "إعادة تنشيط" شركة "زوليا للتوزيع".

وكما هو الشأن بالنسبة لبلحسن الطرابلسي، تكشف الوثائق أن هذه الشركة تتعامل مع شركة الاستشارات المالية السويسرية "فيدينام" التي تسدي "خدمات استشارية في مجالات الجباية والأعمال والعقارات لفائدة الشركات ورجال الأعمال والأفراد". ويجدر بالذكر أن تحقيق الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين ICIJ وجه أصابع الاتهام لمكتب فيدينام بلعب دور الوسيط والميسر لعدد من العملاء والعميلات الذين تحوم حولهم بعض الشبهات.

يدل هذا التحويل البنكي، علاوة على تحديد "فيدينام" على كونها "الحريف الرئيسي"، على أن الأزهر اسطى انتفع بخدمات هذا المكتب لتكوين شركته في الجزر العذراء البريطانية وعلى أن شركة "ترايدنت تراست" لم تتعهد سوى بإجراءات تسجيلها في الولاية القضائية المحلية. كما يتجلّى من خلال الوثيقة التي عمرها الأزهر اسطى بخط يده أن مؤسّسة هونغ كونغ وشنغهاي المصرفيّة (HSBC) بجنيف تحتفظ بالوثائق الرسمية لشركة "زوليا للتوزيع"، مما يؤشر على وجود علاقة بين هذا المصرف ورجل الأعمال المذكور، وإن لم تتمكن إنكفاضة من الكشف عن طبيعتها.

أُدين الأزهر اسطى في نوفمبر 2019 وصدر في حقه حكم بالسجن على خلفية اتهامه بجرائم فساد مالي وسوء استغلال ممتلكات عامة في قضية تتعلق بشبهات تضخيم فواتير. كما حُكم عليه هو والمتهمين الآخرين (بما في ذلك بلحسن الطرابلسي) بدفع مبلغ 30 مليون يورو إلى شركة قرطاج للإسمنت في إطار هذه القضية.