تتجه "قافلة الصمود" المغاربية هذا الاثنين نحو قطاع غزّة، بهدف كسر الحصار المفروض عليه وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة. ويشارك في القافلة أكثر من 1500 مشارك ومشاركة من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا انخرطوا في هذه المبادرة التضامنية غير المسبوقة، والتي تأتي امتدادًا لعملية تحالف "أسطول الحرية".
اضغط·ـي على الرابط لتتبع مسار القافلة
مبادرة ذات بعد دولي
نقل موقع "وطن سرب" أن أكثر من 1500 شخص عبّروا عن رغبتهم في المشاركة، ضمن وفود قادمة من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا. وقد انطلقت أولى القوافل من الجزائر، بينما يُنتظر انطلاق جماعي من تونس يوم 9 جوان من عدّة مدن مثل تونس وصفاقس وقابس ومدنين.
تحمل القافلة اسم "قافلة الصمود"، وتهدف إلى قطع حوالي 3200 كيلومتر عبر الأراضي التونسية والليبية وصولًا إلى مصر. ويشمل المسار المزمع اتّخاذه التوجّه نحو معبر رأس جدي ثم المرور عبر الطرق الساحلية الليبية والدخول إلى الأراضي المصرية وصولًا إلى مدينة رفح، وهي نقطة العبور الوحيدة نحو غزّة التي لا تزال شبه مفتوحة.
ويؤكّد المنظمون·ـات أن الهدف من القافلة هو دعم المهمة البحرية الجارية بقيادة "تحالف أسطول الحرية"، والتي حاولت فيها السفينة "مادلين" وعلى متنها الناشطة البيئية غريتا تونبرغ والنائبة الأوروبية ريما حسن كسر الحصار البحري. وقد اعترضت بحرية قوات الاحتلال الاسرائيلي السفينة صباح يوم 9 جوان على بعد حوالي 200 كلم من سواحل غزّة، وتمّ إنزال الركاب بالقوّة ومصادرة شحنة المساعدات على متن السفينة.
وتهدف القافلة البرية الآن إلى تجاوز هذا المنع عبر فتح مسار إنساني برّي.
- يقول المتحدث باسم القافلة، نبيل الشنوفي، إنّ "العملية تندرج ضمن تنسيق دولي مع قوافل إنسانية أخرى قادمة من 32 بلدًا، برًّا وبحرًا وجوًّا".
وترمي القافلة إلى التعبير عن دعم ملموس ومرئي للشعب الفلسطيني، وبالرغم من عدم نقلها أي مساعدات إنسانية بشكل رسمي، إلا أن بعض المشاركين·ـات يأملون في تسليم أدوية أو تبرعات في حال تمكّنوا من الوصول إلى غزّة.
رسالة سياسية مضمونة الوصول
طريق رفح لن يكون خاليًا من العراقيل، ذلك أن مرور القافلة عبر ليبيا يفرض تنسيقًا وثيقًا مع السلطات المحلية في سياق أمني متقلّب. أما على الجانب المصري، فلم تصدر السلطات بعدُ أي تصريح رسمي بشأن استقبال القافلة وفتح الطريق أمامها، وإن كانت قد سمحت مؤخرًا بمرور بعض القوافل الإنسانية إلى غزّة تحت إشراف الأمم المتحدة.
- وعلاوة على البعد الإنساني، تحمل المبادرة كذلك رسالة سياسية واضحة فهي تندرج ضمن استراتيجية أوسع لتحالف "المسيرة العالمية إلى غزّة" الذي يسعى إلى مضاعفة الضغط البرّي والبحري والدبلوماسي من أجل فرض فتح ممرّ إنساني نحو القطاع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من انهيار كامل للمنظومة الصحية والإنسانية في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية التي أسفرت وفق آخر الإحصائيات عن أكثر من 54 ألف شهيد·ـة و125 ألف جريح·ـة في حين لا تزال القوافل الإنسانية المسموح لها بدخول رفح غير كافية لتلبية الحاجيات الملحّة للمدنيين·ـات.
ويدعو منظمو·ـات القافلة إلى تعبئة دولية مؤكدين عزمهم على المضي قدمًا في هذه المبادرة السلمية. غير أن السؤال المطروح هو حول قدرة القافلة على تجاوز العقبات اللوجستية والأمنية والدبلوماسية الكثيرة التي تعترض طريقها. لكن مهما كان الحال فإن "قافلة الصمود" تمثّل إحدى أكبر الحركات التضامنية البرّية التي تقودها المجتمعات المدنية المغاربية دعمًا لغزّة منذ 7 أكتوبر.