حكاية سفينة واعتقال سياسي
أبحرت سفينة "حنظلة" في منتصف جويلية بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
كان على متنها نشطاء من مختلف الجنسيات، من بينهم النقابي والمناضل التونسي حاتم العويني الذي التحق بالسفينة بتاريخ 19 جويلية. لم تبلغ "حنظلة" وجهتها، إذ اعترضتها بحرية قوات الاحتلال في المياه الدولية، واقتيد جميع ركابها إلى أحد مراكز الاعتقال في ظروف وصفتها منظمات حقوقية بأنها "قاسية ومهينة" .
ويذكر أن معاملات قوات الإحتلال وصلت إلى التعنيف الشديد المسلط خاصة وحصرا على الناشط أمريكي الجنسية كريس سمولز، وهو أسود البشرة مما أثار ريبة تمييز عنصري.
في جلسات الاستماع أمام محاكم الكيان المحتلّ، وقف حاتم العويني متمسّكًا بموقفه السياسي الرافض للاعتراف بشرعية المحاكمة، مؤكّدًا أن الاحتلال هو جريمة بحد ذاتها. وقد وصف القضاة بـ "سوس التاريخ" وقال لهم: "أنتم قتلة الأطفال، لا أثق في هذا الكيان وسأواصل إضرابي عن الطعام."
لكن بعد صدور قرار المحكمة الإسرائيلية بترحيل جميع النشطاء، تم استثناء العويني من جدول الرحلات لعدة أيام، في ما بدا كمماطلة متعمّدة. وظلّ الناشط التونسي محتجزًا وحده تقريبًا، مواصلًا إضرابه عن الطعام، ورافضًا توقيع أي وثائق تتعلق بعملية الترحيل.
في نفس الموضوع
الترحيل إلى الأردن والعودة إلى تونس
يوم 30 جويلية 2025، أعلنت مصادر من منظمة “عدالة” ، و محامي المعتقل أنه نُقل إلى الأردن عبر جسر الملك حسين، وهو أبعد معبر حدودي بين فلسطين والأردن. وتم استقباله من قبل وفد حقوقي، ونقله مباشرة لإجراء فحوصات طبية بسبب حالته الصحية المتدهورة نتيجة إضرابه عن الطعام.
المفترض أن يرفع حاتم إضرابه بعد خضوعه للفحوصات، وقد أُعلن أنه سيصل إلى تونس يوم الجمعة 1 أوت 2025. في الأثناء، تم إستقبال العويني بسفارة تونس بالأردن وهو في حالة جيدة ويترقب وصوله إلى وطنه. تتواصل الدعوات الشعبية والحقوقية لاستقباله استقبالًا يليق بموقفه المشرّف، وتكريمًا لصموده في وجه الاعتقال التعسفي والعنيف.
ما بعد "حنظلة"
لم تنتهِ القصة عند الاعتقال ولا الترحيل. بحسب تصريحات أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة، فإن الاستعدادات جارية لإطلاق أسطول صمود جديد في الأشهر القادمة، بعد أن أوقِفت سفينة واحدة.
يذكر أن مبادرة سفينة حنظلة ليست المبادرة البحرية الوحيدة لكسر الحصار على غزة، بل سبقتها من أسطول الحرية كذلك، سفينة "كونشنس" ليلة 2 ماي 2025 بعد إنطلاقها من السواحل التونسية. لكنها تعرضت إلى إستهداف بطائرات مسيرة تُنسب إلى الاحتلال أسفر عن إصابات مدنيين·ات وأضرار مادية بالسفينة.
في نفس الموضوع
أما سفينة مادلين التي كان على متنها ناشطون·ات منهم·ـن الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرق والنائبة الأوروبية ريما حسن فلسطينية الأصل، كانت كذلك جزءا من أسطول الحرية، وتعرضت للاختطاف ومثل طاقمها أمام المحاكم الإسرائيلية قبل أن يتم ترحيلهم.