الجندر في اللغة، بين السلطة والمقاومة.

الجندر في اللغة، بين السلطة والمقاومة هي سلسلة نشريات، تنغمس في اللغة وما تحمله في طياتها من عنف وسلطة. هي كذلك حوصلة لبحوث وأفكار تبحث في سبل مقاومة أنظمة الهيمنة التي تمر عبر اللغة، - وعلي رأسها، أنظمة الهيمنة الجندرية. تتمثل هذه النشريات في دراسات في علوم اللسانيات واللسانيات الإجتماعية، وكذلك، في مدونات صوتية، بصوت صحفيات وناشطات نسويات، ومترجمات وجامعيات، يفكرن في اللغة ويحاولن تفكيكها.  
قريبا

اللّغة والسّلطة : تفكير وتفكيك

توجد العديد من التعريفات للسلطة ولكن لا يوجد تعريف واحد يشمل كل المعاني والتشكلات التي يمكن لمفهوم السلطة أن يتضمنها. فمثلا، يتعامل علم الاجتماع وعلم النفس مع السلطة كمفهوم القدرة على السيطرة على الآخر، وكذلك قدرة الأفراد على تحقيق أهدافهم·ـن. وتبدو السلطة جلية في قدرة الأفراد أو المجموعات على فرض المخططات والتقييمات والخيارات على الآخرين والأخريات.  
قريبا

اللّغَة والجَندَر: حرَّاسٌ ومُفكِّكَات

كثيرا ما تقترن ولادة اللسانيات كميدان معرفي، بنشر كتاب دي سوسير "محاضرات في اللسانيات العامة" سنة 1916 والذي كان له الفضل في إخراج المسألة اللغوية من التصورات الفلسفية والأحكام الدينية والتأسيس لها كعلم. ولعل أبرز ما توصل اليه دي سوسير هو التأسيس للبحث في التقنيات والطرق التي يتكلم بها الناس في مجتمع لغوي محدد وفي وقت معين، جاعلا اللغة المنطوقة في المقام الأول، ودراستها دراسة موضوعية كما هي وكما تتجلى، لا كما تـ·يتصورها البعض أو يتوقعون ويتوقعن منها أن تكون.
قريبا

اللّغَة العَرَبيّة الشّامِلَة

ضمّن المجلس الأوروبي في تعريفه للتحيز الجنسي "أيّ كلمات منطوقة أو مكتوبة أو ممارسة أو سلوك يستند إلى فكرة أن الشخص أو مجموعة من الأشخاص أقل شأناً بسبب جنسهم·ـن". إلا أن الدراسات اللسانية في هذا الميدان أشارت الى حقيقة معروفة عن اللغة ألا وهي أن "ما لا يُقال أكثر بكثير مما يُقال"، وأن التحيّز الجنسي لا يقتصر فقط على المنطوق والمكتوب، بل يمكن للمتحيزين·ـات أن يطوروا ويطورن سرديات خفية للتحيز، يصعب تحديدها بوضوح في المنطوق أو المكتوب.  
قريبا

اللّغَة: مُمَارَسَة ومُقَاوَمَة

تؤكد القاعدة الأساسية في اللسانيات، أن كل متحدثي ومتحدثات اللغة لهم·ـن حق تغييرها سواسية، دون اعتبار للجنس أو العمر أو الانتماء الجغرافي. إلا أن مختلف الدراسات تشير إلى أن الرجال في الحقيقة، يقع توصيفهم لا فقط كمتحدثين أقوياء، بل خاصة كمستعملين موثوقين وشرعيين للغة. وفي المقابل، ينظر للنساء كمتحدثات تافهات وطائشات وأميات.  

المقدّمة

عندما يتعلق الأمر بالتفكير في اللغة، يبدو التمرين عملية شائكة وبالغة التعقيد. ذلك أن التفكير والتنظير يمران عبر الكتابة والكلام باللغة نفسها. الأسس النسوية للبحث في اللسان والجندر والجنسانية، تعتبر اللغة تمظهرا وتكريسا لأنظمة الهيمنة المبنية على أساس الجندر، وبهذا، يكون الإنكباب على هذه التمظهرات تمرينا معقدا. كيف نفكر في اللغة باستعمال اللغة نفسها؟ كيف نفكك أنظمة الهيمنة والتمييز على أساس جندري؟ وكيف نميز بين "الإعتباطي" و"التفاضلي" في التمييز الجندري في اللغة؟ وأخيرا، ما هي سبل التغيير (من تأنيث وتحييد واسترداد) التي يسمح بها اللسان العربي؟

تدرس هذه النشريات، الأسس النسوية للممارسة اللغوية، وتسلط الضوء على خصوصية اللسان العربي. كما تقترح  بدائلا لممارسة لغة واعية بأنظمة الهيمنة ومقاومة لها.

gender

التّوطئة

عندما يتعلق الأمر بتعزيز المساواة على أساس النوع الإجتماعي، تركز العديد من المبادرات على التمثيل المتساوي بين "الجنسين" وعلى المساواة في الأرقام أو "الأهداف الكمية". إذ أنه من الصعب معالجة الجذور الاجتماعية والأيديولوجية للقوالب النمطية لدور الجنسين. لكن القيام بهذا أمر بالغ الأهمية؛ خاصة بالنسبة لقطاع الإعلام، الذي يرتكز عمله على "الكتابة" والتدوين بنفس اللغة التي نتحدثها ونكتبها، كمجتمعات تتفشى فيها هذه القوالب وأنظمة الهيمنة القائمة على أساس الجنس والنوع الإجتماعي. فاللغة المنحازة جنسانيا تزيد من تثبيت المواقف الذكورية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتساهم بطريقة أو بأخرى في تهميش ما ليس مذكرا. 

مع تطور قطاع الإعلام، تزداد الحاجة إلى لغة شاملة للجنسين، بما في ذلك اللغة العربية. ومن هنا انطلقت محاورات مع رواد ورائدات الإعلام واللغويات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ورشة دامت ثلاثة أيام، بالتعاون مع IMS في ديسمبر 2019.

سهلت ورشة العمل هذه، وهي الأولى في سلسلة من المبادرات المستقبلية، النقاش حول تشجيع استخدام اللغة العربية الشاملة في وسائل الإعلام موفرة بذلك مساحة لتبادل الخبرات والآراء.

في مرحلة ثانية، تم الإستئناس بدراسة في علوم اللسانيات واللسانيات الاجتماعية التي تتناول العلاقة بين اللغة والسلطة والجندر وتستعرض أهم نتائج البحوث في اللسانيات الاجتماعية التي بينت كيف تستعمل المجتمعات التباين اللغوي بين منطوق النساء والرجال لتحديد موازن السلطة في المجتمع والمحافظة عليها. كما تتطرق الدراسة لخصوصيات اللغة العربية وخاصة ظاهرة الديقلوسيا التي تعمق من الفوارق بين المنطوق والمكتوب. تفترض هذه الدراسة أن فهم رؤى الجندر ووكالة النساء لا يمكن أن يحصل من دون تفكيك لهياكل السلطة في ثقافة ما، وأن اللغة إحدى أهم المحاميل لهذه السلطة. ولذلك فان تستعرض هذه الدراسة بعض نتائج البحوث حول الجندر واللغة في الغرب وخاصة في البلدان الانقلوسكسونية بما أنها كانت رائدة في هذا المجال، إلا أنها تمتنع من سحب نتائج هذه الدراسات بطريقة آلية على اللغة العربية وعلى متحدثيها ومتحدثاتها.

طاقم العمل

إخراج : هزار عبيدي

بحوث وكتابة : روضة بن عثمان

تنسيق تحريري : منية بن حمادي وبشرى التريكي

تصميم : أيمن شرفي

رسوم : تيماء بن أحمد

تطوير : عادل بن سالم 

ترجمة البودكاست : آمنة المرناقي

مونتاج وميكساج وتصميم صوتي : أسامة قائدي

تحرير وتدقيق لغوي : ماهر المرياح وهزار عبيدي

المراجع بالانجليزيّة متوفّرة هنا (ملفّ PDF).